وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، طلب عدم الكشف عن اسمه: "اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى بحراسة شرطية كبيرة".
وأضاف أن بن غفير، وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، "أجرى جولة استفزازية في باحات المسجد".
وهذه هي المرة الرابعة التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ تسلمه مهامه وزيراً، وتأتي في إطار استفزازات لطالما عمد على الإقدام عليها مسؤولون إسرائيليون.
وتزامن الاقتحام مع اليوم الأول من عيد الأنوار اليهودي "الحانوكاه" الذي يستمر حتى الأسبوع المقبل، ويشهد عادة اقتحامات واسعة من مستوطنين للمسجد.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب بن غفير أنه "صعد إلى الحرم القدسي، وصلى من أجل سلامة الجنود وعودة المختطفين والنصر الكامل في الحرب"، وفق تعبيرها.
بينما زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان نقلته إذاعة جيش الاحتلال، أن "لا تغيير على الوضع القائم" في المسجد الأقصى.
والوضع القائم هو الوضع الذي ساد قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي المسؤولة الحصرية عن إدارة شؤون المسجد والصلاة في المسجد هي للمسلمين وحدهم.
ولكن منذ عام 2003 سمحت الشرطة الإسرائيلية أحادياً للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب منذ ذلك الحين بوقف الاقتحامات باعتبارها انتهاكاً للوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى.
أما التجمّع الوطني الديمقراطي، حزب عربي في إسرائيل، فقد استنكر "اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك".
وقال في بيان، إن "هذا الاقتحام السافر يشكل استفزازاً متعمداً لمشاعر العرب والمسلمين في أنحاء العالم كافة، ومحاولة خطيرة لإشعال المنطقة وعرقلة أي جهود لتحقيق تهدئة أو إنهاء للحرب".
وحذّر التجمّع من أن "هذه الاقتحامات تأتي ضمن سياسات الاحتلال الاستفزازية التي تهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
واعتبر أنها "استمرار لمسلسل الجرائم اليومية بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والتضييق المستمر على أهلنا في الداخل الفلسطيني، في محاولة لتفتيت صمود شعبنا وإرادته".
ودعا الفلسطينيين إلى "تكثيف الوجود والرباط في المسجد الأقصى المبارك، رفضاً لهذه الاعتداءات المتكررة، وحفاظاً على مقدساتنا وحقوقنا الوطنية والدينية".
وتجري اقتحامات الوزراء ونواب الكنيست للأقصى بعد موافقة مسبقة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن الأخير يردد في مناسبات عديدة أنه لا تغيير على الوضع القائم في المسجد، لكن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تقول، إن الانتهاكات للوضع القائم في تصاعد مستمر.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، باتت شرطة الاحتلال الإسرائيلية تغض الطرف عن انتهاكات المستوطنين خلال اقتحاماتهم الأقصى.
وبعد أن كانت شرطة الاحتلال تمنع المستوطنين من أداء طقوس تلمودية وصلوات خلال اقتحاماتهم، باتت تسمح لهم بصلوات علنية يوثقها المستوطنون بمقاطع فيديو ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الفلسطينيون، إن إسرائيل تكثف جرائمها لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.