جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها الحوثي وتزامنت مع غارات إسرائيلية على العاصمة صنعاء (شمال) ومحافظة الحديدة (غرب).
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت جماعة الحوثي عن 4 قتلى و3 مفقودين و16 مصاباً جراء سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مطار صنعاء الدولي ومواقع في محافظة الحديدة بينها الميناء الرئيسي الحيوي.
في المقابل، ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية أن سلاح الجو الإسرائيلي شن هجوماً جوياً واسع النطاق على اليمن شمل أهدافاً استراتيجية عدة، بينها مطار صنعاء، وميناء الحديدة.
وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن خلال العام الجاري، ويأتي بالتزامن مع تصعيد الحوثيين هجماتهم على إسرائيل والسفن المتوجهة إليها رداً على الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال الحوثي إن "عمليات القصف اليمنية كسرت عنصر التفوق الدفاعي لإسرائيل، وإن شعبنا يصنع باستمرار انتصارات تلو الانتصارات"، وأوضح أن "الصواريخ الفرط صوتية التي تخترق منظومة الدفاع الجوي للعدو الإسرائيلي، إنجاز كبير ومهم جداً".
والأربعاء، أعلنت "الحوثي" قصفها هدفين عسكريين بمدينة يافا، وسط إسرائيل، بصاروخ باليستي فرط صوتي "فلسطين 2" وطائرة مسيّرة، إلى جانب مهاجمتها المنطقة الصناعية في عسقلان جنوباً، فيما تحدثت إسرائيل عن "اعتراض صاروخ" يعدُّ الرابع خلال أسبوع، قبل اختراقه المجال الجوي الإسرائيلي، وأُصيب 9 أشخاص في أثناء توجههم إلى الملاجئ.
وأكد زعيم الحوثيين "استمرار الجبهة اليمنية في عملياتها العسكرية النوعية ضد العدو الإسرائيلي، مهما كانت الضغوط والإغراءات"، ولفت إلى أن "العمليات الصاروخية اليمنية التي عجزت منظومة الدفاع الجوي (الإسرائيلي) عن اعتراضها تسببت في إحباط كبير لدى المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل والولايات المتحدة".
وتشير وسائل إعلام عبرية إلى حيرة لدى المؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب حالياً بشأن كيفية وقف هجمات الحوثيين، خصوصاً أن الهجمات الإسرائيلية السابقة على المواقع الحيوية في المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة لم تردعها عن مواصلة هجماتها.
وفي وقت سابق الخميس، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة: "تثار في المحادثات مع الأمريكيين مسألة احتمال شن هجوم كبير على الأراضي اليمنية، وينسق الطرفان الأمر عن كثب".
و"تضامناً مع غزة"، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافةً إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي في غزة عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.