المناظرة الأولى بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب على قناة CNN / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وتنوعت المواضيع المطروحة بين الاقتصاد الأمريكي وملفات الهجرة والإجهاض وصولاً إلى الحرب على أوكرانيا والانسحاب من أفغانستان فضلاً عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتوجه الرجلان للوقوف خلف منبريهما من دون أن يتصافحا، لتنطلق أول مناظرة بينهما، أمس الخميس، قد تشكل منعطفاً في انتخابات 2024 الرئاسية.

العدوان على غزة

وانتقد ترمب سياسات بايدن التي زعم أنها تسببت بحدوث هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وذكر أن إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة.

واتّهم ترمب منافسه الديمقراطي جو بايدن بأنّه يتصرّف "كفلسطيني" في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، وقال "لقد أصبح مثل فلسطينيّ، لكنهم لا يُحبّونه، لأنه فلسطيني سيّئ جداً. إنه (فلسطيني) ضعيف".

من جانبه، قال بايدن إنه في عهد ترمب هاجمت إيران مئات الجنود الأمريكيين وتسببت في إصاباتهم. وأضاف أن "مجلس الأمن ومجموعة السبع وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وافقوا على خطة مقترحة بثلاث مراحل.. وحماس تريد استمرار الحرب".

وأشار إلى أنه "يضغط بشدة لجعل حماس توافق على الخطة"، ودافع بايدن عن قراره بتعليق إرسال قنابل تزن 2000 طن (أكثر من 900 كلغ)، لأنه من الصعب أن تستخدم في مناطق مأهولة.

ولم يُجب ترمب عن سؤال فيما لو كان سيؤيد دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وقالت المذيعة باش: "هل ستؤيد خلق دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة، ليرد الرئيس السابق بالقول: "سيجب عليّ أن أرى" الوضع حينها، لينتقل بعدها إلى الحديث عن اتفاقيات التجارة مع الدول الأوروبية، وفق ما نقلته "سي إن إن".

الصحة العقلية

وحول مسألة العمر للرئيس بايدن، قال إنه "لطالما انتقدت لأيام طويلة عندما كنت الأصغر في مجلس الشيوخ، الآن أصبحت الأكبر سناً، وترمب ليس أصغر مني سوى بثلاث سنوات، ولكنه لم يحقق ما حققته في إدارتي". وأضاف أن ترمب يقول "إننا دولة فاشلة" ولكننا "نحن أكبر دولة وأقوى دولة في العالم، وكل الحلفاء يثقون بنا".

من جانبه رد ترمب أنه أجرى اختبارين للإدراك والفحص البدني وقال: "فزت ببطولتين في الغولف، وهو لا يستطيع ذلك"، متحدياً الرئيس بايدن في مباراة في الغولف، وتمنّى لو أن الرئيس الأمريكي يجري فحوصاً مثله. وردّ بايدن أنه كان مستعداً لخوض مباراة في الغولف عندما كان نائباً للرئيس في عهد إدارة أوباما.

الانتخابات الأمريكية ونتائجها

وفي رد على سؤال بشأن ما إن كان الرئيس السابق سيؤيد نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، أبدى ترمب استعداده لقبول نتائج الانتخابات "إذا كانت حرة ونزيهة، وقانونية"، مشيراً إلى أن "التحايل" في الانتخابات السابقة كان "سخيفا".

وأضاف أنه كان من الأسهل له عدم خوض الانتخابات "لو كان لدينا رئيس عظيم، لما كان هناك داع لترشيح نفسي"، مشيراً إلى أنه اضطر إلى الترشح "لإصلاح ما أفسده بايدن" وأنه يخضع للإدانة بحكم أنه رئيس سابق، معتبراً أن إدانته الجنائية "سياسية".

من جانبه شكك بايدن بحديث ترمب، وقال: "أشك أنك ستوافق على نتائج الانتخابات"، مضيفاً أنه "عندما خسر في المرة الأولى رفع قضايا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي لم تنجح". وتابع أن ترمب استمر "في الكذب بشأن سرقة الانتخابات".

حرب أوكرانيا

وانتقد ترمب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، وقال: "لو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لما غزا بوتين أوكرانيا". وأضاف "كان بايدن سيئاً في أفغانستان، وبوتين راقب هذا، وراقب عدم الكفاءة"، وعندما "شاهد بوتين ذلك، قال إنه سيذهب ليغزو أوكرانيا فهذا حلمه".

وأكد أن "شروط بوتين غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ"، وأعطى بايدن "200 مليار دولار لأوكرانيا"، واصفاً الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بـ"أفضل بائع" لأنه "كلما أتى لواشنطن حصل على المليارات".

من جانبه رد بايدن بأن إدارته أخرجت "أكثر من 100 ألف وغيرهم من أفغانستان جواً"، وما يحصل في أوكرانيا كان بتشجيع "ترمب بوتين ليفعل كل ما يريد". وقال إن "بوتين أراد السيطرة على كييف في أيام، ولكنه لم يتمكن من ذلك وخسر الآلاف".

الاقتصاد

وبشأن تحسين الأوضاع الاقتصادية، قال بايدن إن إدارته تسلمت "اقتصاداً كان على وشك الانهيار" من إدارة ترمب، إذ كانت البطالة مرتفعة، وأعادت "إدارته الأمور إلى نصابها" للاقتصاد، إذ أوجدت فرص عمل جديدة خاصة في القطاع الصناعي.

وأكد أن السياسات الاقتصادية لإدارته أكدت عدم إضرار الشركات بالمستهلكين، مشيراً إلى أن ما كان يحصل في الإدارة السابقة "فوضى"، وعلى سبيل المثال خُفضت أسعار الأدوية مثل الأنسولين.

من جانبه، رد الرئيس السابق، ترمب، أن إدارته سلمت إدارة بايدن "أعظم اقتصاد في التاريخ الأمريكي رغم جائحة كورونا"، مؤكداً أن التوسع في الإنفاق كان ضرورياً لتلافي الكساد.

الهجرة والمخدرات والإجهاض

وانتقد ترمب إدارة بايدن بشأن ملف الهجرة والحدود، وقال "الآن لدينا أسوأ حدود على الإطلاق". وأضاف "خلال رئاستي الحدود في بلادنا كانت الأفضل تاريخياً"، مشيراً إلى أن فتح الحدود سمح بدخول ملايين المهاجرين القادمين من السجون أو حتى المستشفيات النفسية.

واتهم بايدن من جانبه ترمب بـ"المبالغة" و"الكذب" بشأن أزمة الهجرة في الولايات المتحدة.

كما سُئل المرشحان عما يمكنهما فعله لمساعدة الأمريكيين في مكافحة أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة. وقال ترمب إنه خلال فترة رئاسته كانت تتوافر "معدات رائعة" وكلاب لكشف المخدرات للعثور على المواد غير المشروعة على الحدود.

وقال بايدن بدوره إن الولايات المتحدة تحتاج إلى "معدات يمكنها اكتشاف الفنتانيل". وأضاف أن الولايات المتحدة تضغط "بقوة شديدة" على الدول في آسيا التي تنتج الفنتانيل.

وانتقد بايدن سلفه ترمب بسبب تصرفه "الرهيب" ضد حق الإجهاض، في حين أشاد ترمب بإلغاء قانون "رو ضد وايد" الذي أتاح الإجهاض عبر الولايات الأمريكية، ليترك الخيار لكل ولاية على حدة بإقرار إنهاء الحمل أو منعه.

وقال الرئيس الديمقراطي لخصمه الجمهوري خلال مناظرتهما في أتلانتا إن "ما فعلته هو شيء فظيع". بينما قال ترمب إن القضاة الذين عينهم خلال توليه الرئاسة تمكنوا من منع الإجهاض، مصراً على أن "مختلف الولايات لها الحق فيما يخص قضية الإجهاض والقرارات الواجب اتخاذها".

على صعيد آخر، وصف بايدن خصمه ترمب بأنّه شخص "مُدان"، في إشارة منه إلى إدانته الجنائيّة الأخيرة في نيويورك، وقال إنّ الشخص الوحيد "المُدان هو الرجل الذي أنظر إليه الآن على المنصّة".

كان "بطيئاً"

وعلقت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على المناظرة بالقول إنّ جو بايدن كان "بطيئاً في بداية المناظرة" مع ترمب، لكنّها اعتبرت أنّه "أنهاها بقوّة"، وذلك بعد أن أثار أداء بايدن المتعثّر في المناظرة مخاوف بشأن ترشيحه.

ووفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" قبيل مناظرة الخميس، التي دامت نحو 90 دقيقة، ظهر المرشحان على منصة واحدة وحصلا على قلم وورقة وزجاجة ماء، لكن لم يسمح بوجود ملاحظات مدونة مسبقاً أمامهما.

وذكرت الشبكة أنه "كُتم صوت الميكروفونات طوال المناظرة باستثناء ميكروفون المرشح الذي سيكون دوره التحدث" وسيستخدم من سيدير المناظرة "جميع الأدوات المتاحة له لضمان التزام الوقت وضمان مناقشة متحضرة"، وهذا ما حصل بالفعل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً