الخيمة التي تؤوي النازحين من الرجال من مخيم طولكرم. / صورة: AA (AA)
تابعنا

ولجأ النازحون من الرجال إلى خيمة مقامة على أراضي ضاحية ذنابة شرقي مدينة طولكرم، فيما استطاعوا إيجاد منزل يؤوي النساء. وذكروا أن بعض الأهالي تبرّعوا لهم بطعامهم وأفرشتهم، إذ خرجوا دون حمل أي من أمتعتهم.

"سنعود إلى منازلنا"

وقال الفلسطيني المهجر بالخيمة سفيان عبدو إن جيش الاحتلال اقتحم في ساعات الليل منازل سكان حي الحمام بالمخيم وأجبرهم على النزوح. وأضاف: "تركت بيوتنا مفتوحة لا نعرف عنها شيئاً، هل فجرت أم أحرقت أم هدمت؟ نعيش أوقاتاً صعبة للغاية، والمصير مجهول".

وأشار إلى أن الخيمة "بسيطة لكنها تؤوي اليوم 8 عائلات، استطعنا تأمين السيدات في منزل لأقاربنا، فيما نعيش نحن الشباب هنا مع أولادنا، في الأمطار والبرد القارس. أليس حراماً أن يعيش هؤلاء الأطفال هذه الحياة بلا مأوى وبلا مدارس؟".

ووصف حالهم بـ"النكبة الثانية"، مستدركاً بالقول: "لكن عام 2025 لن نكرر النكبة، سنعود إلى المخيم، وحتى لو فجرت المنازل سنعيد البناء، فنحن أقوياء بعزيمتنا وإرادتنا، لا نريد شيئاً من أحد".

تؤوي الخيمة المصنوعة من النايلون 8 عائلات نازحة من مخيم طولكرم. (AA)

بدوره قال النازح سامر علي: "منذ 14 يوماً ونحن في وضع صعب للغاية، نعيش هنا في خيمة بسيطة تدخلها الرياح والأمطار".

وأعرب عن أمله في "أن تكون فترة ليست طويلة ونعود بعدها إلى المخيم، خرجنا قسراً بعد أن اقتحم الجيش الإسرائيلي منازلنا، ولا نعلم ما يجري هناك".

نزوح قسري

وأفاد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم للاجئين فيصل سلامة بأن "ما يزيد على 85% من أهل المخيم نزحوا قسراً جراء العدوان الإسرائيلي المستمر"، مشيراً إلى أن "الجيش الإسرائيلي حوّل المخيم إلى خراب، وبات غير صالح للسكن".

ووصف سلامة الوضع في المخيم الذي يضم قرابة 13 ألف لاجئ فلسطيني بأنه "كارثي وصعب للغاية".

من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنّ العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية، وهي الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية عام 2002، أدت إلى تهجير 40 ألف لاجئ فلسطيني.

وأوضحت في بيان الاثنين أن آلاف العائلات الفلسطينية هُجِّرت قسراً منذ بدء القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة منتصف عام 2023.

وأكدت أن "العمليات المتكررة والمدمرة جعلت مخيمات اللاجئين الشمالية غير صالحة للسكن، ما أدى إلى حصار السكان في نزوح دوري".

وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً عسكرياً على شمال الضفة استهلّه بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ثم وسّع جيش الاحتلال عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 يناير/كانون الثاني، حيث استشهد 5 فلسطينيين، فيما بدأ في 2 فبراير/شباط الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، وبعد 11 يوماً من مخيم الفارعة.

وفجر الأحد، وسّع جيش الاحتلال عدوانه ليشمل مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم، فيما ادّعى أن قواته استهدفت "عدداً من المخربين واعتقلت آخرين".​​​​

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 911 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفاً و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً