وقال مركز أبحاث، مقره الولايات المتحدة، إن خطاب الكراهية في الهند الذي يستهدف الأقليات الدينية في البلاد شهد ارتفاعاً "مذهلاً" في عام 2024.
وكشف مختبر الكراهية الهندي (IHL)، في تقرير، الاثنين، عن أن الارتفاع المثير للقلق "متشابك بعمق مع الطموحات الآيديولوجية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم (BJP) والحركة القومية الهندوسية الأوسع".
يعد مختبر الكراهية الهندي جزءاً من مركز دراسة الكراهية المنظمة (CSOH) ومقره واشنطن، وهو مركز أبحاث غير ربحي.
خلال التصويت الوطني في الهند العام الماضي، اتهم المنتقدون وجماعات الحقوق المدنية رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وحزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا، بتصعيد الخطاب ضد المسلمين إلى مستويات غير مسبوقة خلال حملته في محاولة لتعبئة الأغلبية الهندوسية.
وأشار في تجمعاته إلى المسلمين بوصفهم "متسللين"، وادَّعى أن حزب المؤتمر المعارض الرئيسي سيعيد توزيع ثروة الأمة على المسلمين إذا فاز.
مودي فاز بولاية ثالثة على التوالي في يونيو/حزيران، لكنه اضطر إلى تشكيل حكومة ائتلافية بعد نكسة انتخابية مفاجئة. ولم يفز حزب بهاراتيا جاناتا بأغلبية مطلقة للمرة الأولى منذ عقد من الزمان.
تصاعد مقلق
ترك الخطاب القومي الهندوسي لحزب بهاراتيا جاناتا سكان الهند المسلمين الذين يزيد عددهم على 220 مليون نسمة قلقين بشكل متزايد حول مستقبلهم.
إذ كشف تقرير مختبر الكراهية الهندي عن أن "عدد حوادث خطاب الكراهية التي تستهدف الأقليات الدينية، ارتفع من 668 في عام 2023 إلى 1165 في عام 2024، مما يمثل زيادة مذهلة بنسبة 74.4%".
وأضاف التقرير: "حقيقة أن عام 2024 كان عام انتخابات عامة... لعبت دوراً حاسماً في تشكيل أنماط حوادث خطاب الكراهية".
وأشار التقرير إلى أن 98.5% من خطابات الكراهية استهدفت المسلمين، مع وقوع أكثر من ثلثيها في الولايات التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا أو حلفاؤه.
استهداف دور العبادة
التقرير أوضح أن أكثر من 450 خطاب كراهية ألقاها زعماء حزب بهاراتيا جاناتا، وكان مودي نفسه مسؤولاً عن 63 منها، وقال: "جرى تصوير المسلمين على وجه الخصوص على أنهم تهديد وجودي للهندوس والأمة الهندية".
وأضاف التقرير: "كان الارتفاع الأكثر إثارة للقلق في الخطب التي تدعو إلى تدمير أماكن العبادة".
ورفع المتعصبون الهندوس مطالبهم بالدعوة الى أخذ المواقع الدينية من المسلمين. وتصاعد ذلك بعد أن افتتح مودي معبداً كبيراً لـ"الإله رام"، حسب الديانة الهندوسية، قبل تصويت العام الماضي، الذي بُني على أرض مسجد عمره قرون هدمته حشود مدعومة من حزب بهاراتيا جاناتا.
ووفق تحليل مختبر الكراهية، كانت منصّات فيسبوك ويوتيوب وإكس هي المنصات الرئيسية لنشر خطابات الكراهية.
وقال المختبر إن 266 "خطاب كراهية معادياً للأقليات ألقاها كبار قادة حزب بهاراتيا جاناتا" خلال الانتخابات، جرى بثها في وقت واحد عبر يوتيوب وفيسبوك وإكس من خلال الحسابات الرسمية للحزب وقادته.