تعرضت قاعدة عسكرية تركية شمالي العراق، السبت، لاعتداء بتحريض من منظمة PKK الإرهابية، وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية بأن الاعتداء أسفر عن أضرار جزئية في مركبة ومعدات عسكرية، وأكد البيان أنّ القوات التركية اتخذت التدابير اللازمة بشأن الحادث.
وقالت حكومة إقليم شمال العراق، السبت، إنها تُجري تحقيقاً في ملابسات الاعتداء على القاعدة التركية بمحافظة دهوك شمالي البلاد، للكشف عن المحرضين ومعاقبة المتورطين.
وذكر بيان صادر عن حكومة الإقليم "نعبر عن قلقنا وحزننا جراء وقوع خسائر في الأحداث التي شهدتها اليوم منطقة شيلادزي".
وأضاف البيان أن "هناك أيادي تخريبية وراء هذه الأحداث، لذا فإن الأجهزة المعنية تجري تحقيقات دقيقة لمعاقبة المخربين ومن تسببوا في إثارة الشغب".
ومن جهة أخرى، قال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، السبت، في حديث مع وكالة بلومبرغ للأنباء، إن المعتدين على القاعدة التركية في محافظة دهوك شمالي العراق اندسوا بين المدنيين بهدف تعكير صفو العلاقات بين الجيش التركي والأهالي.
تاريخ الوجود العسكري التركي في العراق
تفتح هذه الحادثة الأخيرة ملف التواجد العسكري التركي في العراق، وتحديداً ناحية بعشيقة الواقعة في شماله.
وكان هذا الوجود تغييراً إستراتيجياً فيما يخص أسلوب تركيا في مكافحة الإرهاب على حدودها مع العراق، وذلك بعدما استفادت منظمة PKK الإرهابية من فراغ السلطة في إقليم شمال العراق عقب حرب الخليج الأولى، ورد الجيش التركي بشن حملة عسكرية غير مسبوقة عبر الحدود عام 1992 في شمالي العراق.
وفي عام 1994 تمكنت تركيا، بالاتفاق مع "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، من الإبقاء على قوة بحجم لواء، لحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب في المنطقة.
حجم الوجود التركي الحالي
يُقدَّر حجم الوجود التركي الحالي بتشكيلة مدرعة مدعَّمة بحجم كتيبة في مطار بامرني في منطقة شمال العراق، بالإضافة إلى كتيبة مغاوير في قرية "كاني ماسي" مهمتها تأمين الحدود ضد منظمة PKK الإرهابية.
وعززت أنقرة وجودها مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، حيث أرسلت جنوداً إلى قاعدة بعشيقة بالقرب من الموصل، وكان ذلك بهدف تدريب العراقيين أثناء محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ويقدَّر حجم الجنود الأتراك الموجودين بما يقرب من 3000 جندي في العراق.
وتستمر هذه القوات في ملاحقة عناصر تنظيم PKK الإرهابي عبر تعزيز قواتها هناك، كان أبرز هذه التحديثات توغل بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية خلال ملاحقته تنظيم PKK في جبال قنديل بإقليم شمال العراق.
الوجود التركي عبر بوابة حكومة إقليم شمال العراق
أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، عن اتخاذ خطوات ضد منظمة PKK الإرهابية بعد الحادث الأخير، بالتنسيق مع حكومتي العراق وإقليم شمال العراق.
وتتمتع تركيا بعلاقات إستراتيجية مع إدارة إقليم شمال العراق منذ 2003، وتعُد الإقليم طريق صادراتها المباشر نحو العراق، والتي وصلت إلى أكثر من 7 مليارات دولار، معظمها تمت عبر الإقليم في2017.
وتُعد الأراضي التركية المنفذ الوحيد لنفط الإقليم نحو الخارج، وذلك عبر خط أنابيب النفط الذي يصل بين حقول الإقليم وكركوك وميناء جيحان التركي.
ووصلت صادرات النفط في أكتوبر/تشرين الأول 2016 إلى 540 ألفاً و857 برميل نفط يومياً. وتقوم أربيل أيضاً بتصدير النفط إلى الحكومة التركية عبر 500 شاحنة يومياً، مقابل الحصول على المشتقات البترولية، بحسب بيانات وزارة الموارد الطبيعية التابعة للإقليم.