وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بتصاعد سحب الدخان بشكل كثيف من محيط الجامعة اللبنانية جراء الغارات التي استهدفت منطقة الكفاءات، بينما أظهرت الصور المباشرة لوكالة الصحافة الفرنسية سحب الدخان تتصاعد إثر ثلاث غارات جوية في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله.
وأنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، سكان منطقة الغبيري في بيروت، تمهيداً لاستهدافها بدعوى قربها من منشآت تابعة لـ"حزب الله". كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على المنطقة بعد سلسلة غارات فجراً على الضاحية ومناطق أخرى في جنوب البلاد.
وقال متحدث جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس، مستعيناً بخرائط عليها مبان أُشير إليها باللون الأحمر: "إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية، وتحديداً في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في الغبيري".
وكانت قد شهدت الضاحية سلسلة غارات كثيفة مساء الخميس، ما أدى إلى مقتل 52 شخصاً على الأقل، بينهم أربعون في منطقة بعلبك شرقي لبنان، في ضربات مفاجئة لم تسبقها أي تحذيرات.
وفي وقت لاحق، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ "جولة جديدة من الضربات" على هذه المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت حساس، إذ كان قد شهد لبنان فترة توتر شديد مع إسرائيل، تخللتها مواجهات متبادلة على مدار شهرين بين حزب الله وقوات الاحتلال، ما أسفر عن مئات القتلى من الجانبين.
وكان المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، قد اختتم زيارته لبيروت الأربعاء الماضي، إذ كان يتوسط في محاولة للتوصل إلى هدنة بين حزب الله وإسرائيل، ما قد يفسر زيادة حدة القصف عقب مغادرته.
وعلى الرغم من المساعي الدولية لتهدئة الوضع، استمرت إسرائيل في استهداف معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، بالإضافة إلى جنوب لبنان وشرقه، عبر حملة جوية واسعة بدأتها في سبتمبر/أيلول 2023. كما استأنف جيش الاحتلال عمليات التوغل البري في المناطق الجنوبية اللبنانية نهاية الشهر الماضي.
وتتواصل الأزمة الإنسانية في لبنان، مع تزايد أعداد الضحايا نتيجة للغارات الإسرائيلية المستمرة، إذ تشير تقارير وزارة الصحة اللبنانية إلى مقتل 3583 شخصاً على الأقل في لبنان جراء القصف الإسرائيلي، منذ أن بدأ حزب الله وإسرائيل تبادل القصف في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط الحرب المستمرة في غزة.