انتقل فريق إنقاذ لبناني كان تَلقَّى تدريبات على يد فريق تركي قبل أشهر، إلى المناطق المتضررة من الزلازل في تركيا، للمشاركة في أعمال البحث عن العالقين ورفع الأنقاض.
الفريق التابع لـ"الجمعية الطبية الإسلامية" فرع صيدا بجنوب لبنان، تمكن من تنفيذ مهامّ في ظروف مناخية صعبة بتركيا، أسفرت عن إنقاذ عدد من العالقين ورفع أنقاض عديد من البنايات المنهارة بحثاً عن آخرين.
والتقت وكالة الأناضول بعض أفراد الفريق الذين سارعوا لتلبية النداء بلا تردد للوقوف بجوار أشقائهم الأتراك، انطلاقاً من المبادئ الإسلامية والإنسانية، إضافة إلى الجهود التي بذلتها وما زالت تبذلها الدولة التركية للشعب اللبناني.
وشكر المتطوعون السّفارة التركية في بيروت ومنظمتَي "تيكا" والإغاثة الإنسانية "IHH" التركيتين على التدريب الذي تَلقَّوه من قبل، مؤكدين أن وجود الفريق في تركيا جزء من ردّ الجميل وتعبير عن الأُخُوّة بين الشعبين.
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري ضرب زلزالان متتاليان جنوبي تركيا، بلغت قوتهما 7.7 و7.6 درجة، تبعتهما مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
"ردّ الجميل"
رئيس الإسعاف والطوارئ في الجمعية سامر حسنا، قال: "في الكارثة التي ضربت الشعب التركي، لا يسعنا إلا أن نقف مع الدولة والشعب التركيين بعد كل ما قدموه وما زالوا يقدمونه لنا".
وأضاف حسنا للأناضول: "من واجبنا في الجمعيّة الطبية الإسلامية، بعد تدريبنا على البحث والإنقاذ بالتعاون مع تيكا وIHH، أن نمدّ يد العون، ونكون سنداً للدولة التركية وشعبها الكريم".
وأوضح أن الفريق عمل في "منطقة البستان (بولاية قهرمان مرعش) في الجنوب التركي، وشارك في عمليات البحث تحت الأنقاض عن ضحايا".
وفي 6 فبراير/شباط أعلن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، أن بلاده أرسلت فريقاً من 72 شخصاً، من الجيش والدفاع المدني والإطفاء والصليب الأحمر والجمعية الطبية الإسلامية، إلى تركيا للمشاركة في جهود الإنقاذ.
وإضافة إلى لبنان، سارع أكثر من 15 دولة عربية إلى تسيير جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وإرسال فرق بحث وإنقاذ لدعم المنكوبين في تركيا وسوريا.
خبرة كبيرة
مشاركة الفريق اللبناني في جهود الإنقاذ في تركيا أفادتهم أيضاً في اكتساب خبرات كبيرة، فقال سامر حسنا: "اكتسبنا خبرة كبيرة ومهارات تعلمناها من فرق إنقاذ أجنبية وتركية عند وقوع زلزال".
وتابع: "يمكننا الآن الاستفادة من هذه الخبرات في حال حدوث زلزال في لبنان، كونه من البلدان التي تقع على خط الزلزال، الذي يمتدّ من تركيا إلى البحر الميت في الأردن، وهو معرَّض لمثل هذه الأحداث".
وأوضح أنه "نتيجة الهزات الكثيرة التي شعر بها اللبنانيون منذ وقوع الزلزال في تركيا، تَلقَّوا طلبات عدة من جمعيات ومدارس وشركات (لبنانية) لإجراء دورات توعية بشأن خطر الزلازل، بخاصة عمليات الإخلاء".
وصباح الأربعاء قال المعهد الأورومتوسطي لرصد الزلازل في لبنان، إن هزة أرضية بقوة 4.2 درجة ضربت شرق البحر المتوسط قبالة ساحل البلاد الجنوبي، تأثر بها كل من لبنان وفلسطين.
وتأثر لبنان بمعظم الزلازل القوية التي ضربت تركيا، إذ يشتركان في حدود بحرية واسعة، كما يتصلان برّيّاً عبر سوريا، إضافة إلى التقاء فالق شرق الأناضول المارّ بجنوبي تركيا، مع صدع البحر الميت المارّ بلبنان.
إنقاذ عالقين
من جهته، قال مسؤول التدريب والتطوير في الجمعية بلال أبو زيد: "أصبحنا فريقاً متكاملاً يمكنه تلبية أي مهمة في الأوقات المناسبة منذ أجرينا قبل أشهر دورة تدريبية على يد جمعية IHH وتيكا، على البحث والإنقاذ الجبلي".
ولفت أبو زيد للأناضول، إلى أن "الفريق فور سماعه خبر حدوث زلزال كبير في تركيا تَوجَّه في اليوم نفسه إلى منطقة البستان في قهرمان مرعش، وبدأ تنفيذ مهامه فور وصوله إلى المباني المنهارة، بالبحث عن الضحايا وسط الركام".
أما مسؤول العلاقات العامة في الجمعية محمد عجرم فقال: "فور وصولنا إلى منطقة البستان في تركيا، استقبلتنا غرفة العمليات التابعة لهيئة الطوارئ والكوارث التركية (أفاد) للتنسيق بشأن مكان البحث والإنقاذ".
وأوضح عجرم للأناضول، أن "الفريق اللبناني استطاع، بالتعاون مع نظير إسباني يملك معدات متطورة وأجهزة حرارية، إنقاذ 3 عالقين تحت الركام في المناطق المتضررة بتركيا"، وفق عجرم.
وبعد اكتمال عمليّات الفريق اللبناني في تركيا، عاد إلى بلاده في 11 فبراير/شباط الجاري، عقب تنفيذه عديداً من المهمات التي تكللت بالنجاح، وأثبت فيها الفريق قدراته.