وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، بأن قوات الاحتلال اعتقلت، منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الثلاثاء، 20 فلسطينيّاً على الأقل، بينهم أطفال وجريح واحد.
وأشارت الهيئة إلى أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي الخليل، ورام الله، فيما توزعت بقيتها على محافظات طولكرم، وبيت لحم، ونابلس، رافقها تنفيذ عمليات اقتحام واسعة، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تدمير وتخريب المنازل.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن شابّاً فلسطينيّاً استُشهد بعد إصابته بالرصاص الحي عند دوار البالوع، شمالي مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال احتجز الشاب عدة ساعات قبل أن يسلمه إلى طواقم الإسعاف التي نقلته إلى مجمع فلسطين الطبي.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال اقتحم فجر اليوم، المدينة، وداهم عدة منازل فيها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين، استخدم فيها جيش الاحتلال الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز.
وتزامناً مع ذلك، نفّذت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات طالت مناطق مختلفة من الضفة وأسفرت عن اعتقال عدد من الفلسطينيين.
ففي الخليل (جنوب)، اعتقل الاحتلال 7 فلسطينيين من مختلف بلدات ومخيمات المحافظة، واقتادهم عقب تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها إلى جهة غير معلومة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس (شمال)، بعدة دوريات عسكرية من جهة حاجز تياسير العسكري شرقي المدينة، فيما اندلعت مواجهات عند أطرافها.
وذكرت "وفا" أن الاحتلال نشر القناصة والمشاة في عدة مناطق من المدينة، وداهم عدة منازل فيها، وألحق أضراراً كبيرة في سيارات الفلسطينيين بقرية تياسير.
كما احتجز الاحتلال فلسطينيَّين للضغط على نجليهما لتسليم نفسيهما، وأفرج عنهما لاحقاً.
أما في مدينة نابلس، فقد أغلقت قوات الاحتلال حاجزَي "دير شرف" و"شافي شمرون"، بزعم تنفيذ عملية إطلاق نار على سيارة للمستوطنين، وأعاد الاحتلال فتحهما لاحقاً، مع تشديد إجراءاته العسكرية.
اعتداءات المستوطنين
وإلى جانب الاقتحامات التي نفذتها قوات الاحتلال، قالت "وفا" إن عدداً من المستوطنين انتشر على الطريق الواصل بين طولكرم ونابلس، في محيط مستوطنة "شافي شمرون" وهاجم المستوطنون سيارات الفلسطينيين بالحجارة، ما ألحق أضراراً ببعضها.
كما اقتحم المستوطنون، بمجموعات كثيرة، باحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية مشددة، وأدَّوا صلوات تلمودية فيه.
وانتشر مئات من عناصر شرطة الاحتلال عند بوابات المسجد، وفرضت قيوداً على دخول المُصلين، وتحولت البلدة القديمة، وفق شهود عيان، إلى ثكنة عسكرية.
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، مما أدى إلى استشهاد 575 فلسطينيّاً، وإصابة نحو 5 آلاف و350 شخصاً، إلى جانب اعتقال 9 آلاف و690 فلسطينيّاً وفق مصادر رسمية فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل -بدعم أمريكي- حرباً مدمِّرة على غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 127 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
