وقال ألطون في مقال جرى نشره، اليوم الاثنين، في ما يقرب من 50 وسيلة إعلامية من 15 دولة، بمناسبة الذكرى الثامنة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016، إن تنظيم "غولن" الإرهابي حاول الانقلاب على حكومة منتخبة ديمقراطياً، إذ شرع في تلك الليلة إلى إغلاق الجسور في إسطنبول وحشد الدبابات في الشوارع.
وتطرق ألطون في المقال إلى الجرائم التي مارسها التنظيم الإرهابي من خلال مهاجمة العديد من مؤسسات ومنظمات الدولة، بخاصة البرلمان التركي والمجمع الرئاسي وإدارة شرطة أنقرة، فضلاً عن محاولة اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان.
كما تطرق إلى بطولة وشجاعة الشعب التركي الذي لبى النداء سريعاً للدفاع عن ديمقراطيته، إذ نزلوا بالملايين إلى الشوارع معرضين أنفسهم لخطر الاستشهاد، في سبيل دحر التنظيم الإرهابي.
في السياق، لفت ألطون إلى أنه من الواضح أن تنظيم "غولن" الإرهابي الذي يقيم زعيمه في الولايات المتحدة الأمريكية كان وراء محاولة الانقلاب الغادرة، مشيراً إلى أن تركيا تنتظر تضامن الدول الصديقة والحليفة، بخاصة فيما يتعلق بتسليم الهاربين من التنظيم وقادتهم الذين فروا إلى الخارج.
وقال ألطون: "رغم أن العديد من دول المجتمع الدولي أبدت دعمها وتضامنها مع تركيا، إلا أن رد فعل بعض الدول الحليفة لنا على محاولة الانقلاب لم يكن كافياً. وكانت الطريقة التي جرى بها التعامل مع محاولة الانقلاب في وسائل الإعلام في الدول المذكورة بعيدة كل البعد عن إرضاء تركيا".
وأكد أنه بعد محاولة الانقلاب الغادرة يوم 15 يوليو/تموز، جرت محاولات عديدة لتسليم زعيم التنظيم الذي يتخذ من ولاية بنسلفانيا مقراً له، لكن لم تتلقّ تركيا أي رد إيجابي من الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن، مضيفاً أن "هذا الموقف، على الرغم من وجود تهديد لديمقراطيتنا، كان مؤسفاً بالنسبة إلينا".
وشدد على أن تركيا ستواصل القتال في كل المجالات ضد هذا التنظيم الإرهابي، الذي لا يهدد أمن تركيا فحسب، بل يهدد أيضاً أمن جميع الدول التي يوجد داخل حدودها، وتابع: "كدولة عززت مؤسساتها الديمقراطية بعد محاولة الانقلاب الغادرة، فإن معركتنا ضد التنظيم الإرهابي الذي يهدد حياة مواطنينا واستقلال بلادنا ستستمر في كل المجالات".
واستذكر ألطون شهداء محاولة الانقلاب الذين ضحوا بحياتهم في تلك الليلة الدموية من أجل حماية استقلال تركيا ومستقبلها، داعياً لهم بالرحمة، ومتمنياً السلامة لمن أُصيبوا في تلك الليلة.
وتحيي تركيا في 15 يوليو/تموز من كل عام "يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية"، الذي يتزامن مع ذكرى محاولة الانقلاب الفاشل التي شهدتها تركيا في اليوم نفسه من عام 2016.
وشهدت تركيا في 15 تموز/يوليو 2016 محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم "غولن" الإرهابي، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من المدن وأفشل مخططهم.
