تابعنا
تجنّد إسرائيل أكثر من 646 ألف جندي، بينهم 173 ألف جندي في الخدمة حالياً، و464 ألفاً من جنود الاحتياط. كما يوجد داخل إسرائيل أكثر من مليون و700 ألف شخص مؤهل للخدمة العسكرية.

يعد جيش الاحتلال الإسرائيلي أحد الجيوش العسكرية المهمة في المنطقة، لما يمتلكه من عتاد حربي ولوجستي متطور، إذ تخصص له ميزانية سنوية ضخمة، فضلاً عن المساعدات الهائلة التي يتلقاها بشكل سنوي من طرف الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

تجنّد إسرائيل أكثر من 646 ألف جندي، بينهم 173 ألف جندي في الخدمة حالياً، و464 ألفاً من جنود الاحتياط. كما يوجد داخل إسرائيل أكثر من مليون و700 ألف شخص مؤهل للخدمة العسكرية.

ويصنف الجيش الإسرائيلي في المرتبة 18 عالمياً، من حيث عدد القوى العاملة ونوعية الأسلحة المستعملة، وفي المرتبة 17 عالمياً والرابعة في الشرق الأوسط، من حيث ميزانية الإنفاق على الجيش، بقيمة 24,3 مليار دولار أمريكي، بعد كل من السعودية (46 مليار دولار) والإمارات (25,26 مليار دولار) وتركيا (25,2 مليار دولار)، حسب تصنيف موقع "غلوبال فاير باور" الأمريكي لسنة 2023.

تسمية الجيش الإسرائيلي

تختلف الأسماء التي تطلق على جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ يطلق عليه العديد من المسميات، التي تختلف باختلاف موقف الطرف المتحدث حول الكيان الإسرائيلي، فضلاً عن موقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام.

في وسائل الإعلام العربية، لا يستعمل الاسم الرسمي للجيش العبري إلا نادراً، إذ يشار إليه باسم "جيش الاحتلال" أو "قوات الاحتلال الإسرائيلي"، بدلاً من "جيش الدفاع الإسرائيلي"، التي تعتبر التسمية الرئيسية والمعتمدة لدى السلطات الإسرائيلية وفي مختلف وسائل الإعلام العبرية، الحكومية منها بشكل خاص.

في الداخل الإسرائيلي أيضاً، أثارت تسمية الجيش الكثير من الخلافات الحادة بين مختلف الأطياف والتيارات السياسية والأمنية الإسرائيلية، التي يقترح بعضها تغيير اسمه إلى "جيش إسرائيل" من دون كلمة "دفاع"، ويتبنى هذا الاقتراح كثير من المنتسبين للمؤسسة الصهيونية، على رأسهم جايين موشيه شابيرا.

ويسمى الجيش الإسرائيلي في اللغة العبرية "تسفا هاجاناه ليسرائيل"، ويشار إليه اختصاراً باسم "تساهل"، وهي الأحرف الأولى للتسمية الرئيسية في اللغة العبرية. واختير الاسم لوجود كلمة "دفاع" فيه، من أجل إعطاء انطباع بأن جيش إسرائيل "مهمته الدفاع وليس الهجوم".

كما يعترض الكثير من المنظمات والشخصيات البارزة داخل إسرائيل، على تضمين كلمة "الهاجاناه" في التسمية المعتمدة، وهي مليشيات مسلحة تأسست سنة 1921، في أثناء فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، التي شكلت اللبنة الأولى للجيش الإسرائيلي.

تأسيس جيش الاحتلال الإسرائيلي

قبل تأسيس دولة إسرائيل، كانت المنظمات الصهيونية العالمية تعتمد على العشرات من المليشيات المسلحة اليهودية، التي تلقت تدريبات عسكرية عالية المستوى، وخاصة على يد الجيش البريطاني، الذي كانت له السيطرة الكاملة على كامل أراضي فلسطين التاريخية.

على رأس هذه المليشيات، نجد تنظيم "بار جيورا" السري، الذي تأسس في أوائل القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1907، على يد عدد من المستوطنين الأوائل في فلسطين، إذ اقتصرت مهمته على "حماية" المستوطنات اليهودية، قبل أن يحل التنظيم ويندمج أعضاؤه داخل تنظيم "هاشومير"، وذلك في سنة 1909، وهي سنة تأسيس التنظيم الأخير.

إلى جانب تنظيمات وعصابات مسلحة أخرى، مثل "الإرجون"، "شتيرن" و"اللواء اليهودي"، فضلاً عن تنظيم "الهاجانا"، الذي يعد التنظيم الذي لعب دوراً كبيراً في بسط الاحتلال الصهيوني لسيطرته على الأراضي الفلسطينية لمدة 27 سنة، منذ تأسيسه سنة 1921 لغاية عام 1948، وهي السنة التي تشكل فيها الكيان العبري.

استطاع قادة بعض هذه المليشيات العسكرية من التحالف وتشكيل "جيش وطني"، سمي فيما بعد الجيش الإسرائيلي، في السادس والعشرين من شهر مايو/أيار 1948، بقرار من وزير الدفاع ورئيس الحكومة المؤقتة، دافيد بن غوريون.

رفضت بعض المليشيات الانضمام للجيش الإسرائيلي، وفضلت الاستمرار بعيداً عن إملاءات السلطات، إلا أن الأخيرة حاربتها، بعد تصنيفها كمنظمات إرهابية، إذ قصف جيش إسرائيل -المشكل حديثاً آنذاك- سفينة "آلتالينا" المحمّلة بأسلحة منظمة "الإرجون" الإرهابية، وصادر أسلحتها وحل التنظيم، وانضم كثير من أفرادها إلى صفوف الجيش. والشيء نفسه ينطبق على منظمة "شتيرن".

الفروع الإدارية للجيش الإسرائيلي:

يتكون جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدة أقسام ووحدات، إذ قُسّم الجيش إلى فروع كثيرة، بهدف تنظيمه والرفع من احترافيته في التعامل مع الظروف الصعبة كافة التي يمكن أن تواجه الكيان الإسرائيلي، وتعمل كل فرقة من هذه الفرق على تأمين الجبهة التي كلفت حراستها.

وتدير رئاسة الأركان مختلف الفروع الإدارية داخل الجيش الإسرائيلي، التي تتضمن شعبة التخطيط وقيم إدارة العمليات (المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع)، فضلاً عن شعبة الاستخبارات العسكرية (تضم شعبة الاستخبارات العسكرية وفيلق المخابرات).

إلى جانب مديرية القوى العاملة، المكونة من (فيلق التعليم والشباب، فيلق الشرطة العسكرية، قسم الموظفين، قسم الأفراد، مستشارة شؤون المرأة والحاخامية العسكرية). علاوة على مديرية التكنولوجيا واللوجستيك (الفيلق الطبي، الفائق اللوجستي، فيلق العتاد).

وقسم المحاكم العسكرية (يضم المدعي العام العسكري ومحكمة الاستئناف العسكرية). ثم مديرية الخدمات الحاسوبية (الكومبيوتر)، المكونة من قيادة نظام القيادة، المكلفة بالاتصالات والحاسب الآلي.

قيادات المناطق في إسرائيل

تقسم وزارة الدفاع الإسرائيلية إسرائيل إلى أربع مناطق عسكرية، وهي على الشكل التالي:

قيادة الجبهة الداخلية: أُنشئت هذه الجبهة سنة 1992، بعد نهاية حرب الخليج الثانية سنة 1991، إذ اعتبرها الخبراء العسكريون الإسرائيليون تهديداً خطيراً لهم، وتشمل هذه الجبهة خمس محافظات وهي؛ محافظة دان (تل أبيب وضواحيها)، محافظة الوسط (المدن المحيطة بالقدس)، محافظة القدس، محافظة الجنوب.

القيادة الشمالية: تمتد المناطق المسؤولة عنها القيادة الشمالية من جبل حرمون شمال إسرائيل إلى مدينة نتانيا، وتقتصر مهمة الجبهة على حماية الحدود الإسرائيلية في الشمال مع كل من لبنان وسوريا. أُنشئت القيادة بعد نهاية حرب 1948.

القيادة الوسطى: يقع المقر الرئيسي القيادة في حي "نيفي يعكوب" شمال مدينة القدس، وتسند إليها مهمة الإشراف على جميع الفرق والوحدات في مناطق القدس، السامرة، يهودا، هشفلة، هشارون وحزن داش.

القيادة الجنوبية: مسؤولة عن جميع الوحدات والفرق العسكرية الموجودة في منطقة غزة، صحراء النقب، إيلات (أم الرشراش) ووادي عربة. ويقع المقر الرئيسي لقيادة الجنوب في مدينة بئر السبع.

قوات الجيش الإسرائيلي

ينقسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وكل قسم يتبع عدة وحدات وفرق أخرى، كما هو معتمد لدى وزارة الدفاع الإسرائيلية. وهي كما يلي:

القوات البرية للجيش الإسرائيلي: تشكل القوات البرية القوة الأكبر داخل الجيش الإسرائيلي من حيث عدد الجنود، إذ بلغ عددهم أكثر من 140 ألف جندي في الخدمة حالياً، بينما هناك عشرات الآلاف الأخرى من جنود الاحتياط، البالغ عددهم نحو 465 ألف جندي.

وتمتلك هذه القوة أكثر من 1650 دبابة، بينها 500 دبابة من صنف الميركافا ذات نظام الحماية النشط، فضلاً عن 650 مدفعاً ذاتي الحركة و300 مدفع ميداني، إلى جانب ما يزيد على 7500 مدرعة قتالية.

وتنقسم القوات البرية إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي: فيلق المشاة، ويتكون هو أيضاً من 7 ألوية (لواء عوز، لواء ناحال، لواء بيسلماخ، لواء جولاني، لواء غيفعاتي، لواء المظليين، لواء كفير).

إلى جانب فيلق المدرعات المكون من أربعة ألوية وهي (لواء باراك المدرّع، اللواء السابع المدرّع، اللواء 401 المدرع، اللواء 460 المدرّع).

بينما الفيلق الأخير (فيلق المدفعية)، مكون من سلاح الهندسة القتالي وفيلق الاستخبارات القتالي.

القوات البحرية للجيش الإسرائيلي: تصنف القوات البحرية الإسرائيلية في المرتبة الـ39 عالمياً. وتتكون من عدة أساطيل، تمتلك 67 وحدة بحرية، بينها 45 سفينة دورية و5 غواصات إلى جانب 7 كورفيتات.

القوات الجوية للجيش الإسرائيلي: تمتلك إسرائيل عدداً هائلاً من المعدات العسكرية المتطورة، بفضل التكنولوجيا العالية والتقنيات الفائقة التي تمتلكها، وخاصة طائرات إف-35 وإف-15 وإف-16.

كما تمتلك نحو 600 طائرة حربية، بينها 42 طائرة هجومية و240 طائرة مقاتلة، إلى جانب 128 مروحية عسكرية. فضلاً عن 203 مطارات عسكرية في مختلف أنحاء إسرائيل.

السلاح النووي لإسرائيل

على عكس باقي الدول الساعية إلى امتلاك سلاح نووي، التي تتعرض للعقوبات الاقتصادية من طرف الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ترفض إسرائيل السماح لمراقبي وكالة الطاقة الذرية في الوصول إلى المنشآت النووية داخل إسرائيل، الشيء الذي جعل من الملف النووي الإسرائيلي، أكثر الملفات غموضاً حتى الآن.

لكن بعض التقديرات تشير إلى امتلاك الجيش الإسرائيلي نحو 200 قنبلة نووية، كخامس أكبر قوة نووية في العالم، وهي قنابل يمكن إلقاؤها من الجو على الأماكن المستهدفة، فضلاً عن توافرها على كثير من الرؤوس النووية التي يصل مداها إلى 1500 كيلومتر، عن طريق صواريخ "أريحا"، التي تصنعها إسرائيل.

كما تشير صحف غربية عديدة إلى امتلاك إسرائيل كميات كبيرة وعالية التخصيب من البلوتونيوم واليورانيوم، الشيء الذي يسمح لها بإنتاج ما لا يقل عن 100 قنبلة نووية إضافية، ليرتفع العدد الكلي إلى 300 قنبلة.

القبة الحديدية

تفتخر القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل بامتلاك الجيش الإسرائيلي القبة الحديدية، وهو نظام دفاعي متحرك، يعمل على اعتراض وتفجير أي أهداف في الجو، عن طريق الاعتماد على منظومة الرادار الذي يحدد لها مكان الهدف ويتكفل بملاحقة مسار الهدف.

دخلت منظومة القبة الحديدية إلى الخدمة منذ 12 سنة، وذلك في عام 2011، إذ احتاجت إسرائيل إلى منظومة دفاع جوي يحميها من صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر.

ورغم الهالة الإعلامية الصاخبة التي رافقت هذا المولود الإسرائيلي، فإن صواريخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، كشفت عن ضعف القبة الحديدية، بعد نجاح المقاومة في استهداف الكثير من المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ والقذائف المدفعية.

وكان آخرها فشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض وتفجير الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقتها فصائل المقاومة نحو إسرائيل في عملية "طوفان الأقصى"، التي بدأتها حركة حماس على الكيان الإسرائيلي، في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023.

TRT عربي
الأكثر تداولاً