وبصفته الرئيس التنفيذي لشركة "Liberty Energy" ومقرها دنفر، يعد رايت من أشد المؤيدين لتطوير النفط والغاز، بما في ذلك التكسير الهيدروليكي، وهو ركيزة أساسية في سعي ترمب لتحقيق "هيمنة الطاقة" الأمريكية في السوق العالمية.
كان رايت أحد أعلى الأصوات في الصناعة ضد الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، ويمكن أن يعطي الوقود الأحفوري دفعة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات سريعة لإنهاء توقف دام عاماً على الموافقات بشأن تصدير الغاز الطبيعي من إدارة الرئيس جو بايدن.
رافض لجهود تغير المناخ
وتُظهر مقاطع فيديو في مؤتمرات للطاقة داخل الولايات المتحدة وخارجها، أن رايت جادل بأن حركة المناخ في جميع أنحاء العالم "تنهار تحت ثقلها"، وله أكثر من مقال رأي بشأن ضرورة إنتاج مزيد من الوقود الأحفوري، وهو أمر يعده ضرورياً في جميع أنحاء العالم لانتشال الناس من براثن الفقر.
وينقل موقع "NPR" الأمريكي عن مايك سومرز، رئيس معهد البترول الأمريكي، وهو أكبر مجموعة ضغط لصناعة النفط والغاز، قوله إن خبرة رايت في قطاع الطاقة "تمنحه منظوراً مهماً من شأنه أن يوجه قيادته" لوزارة الطاقة.
وقال سومرز: "نتطلع إلى العمل معه بمجرد تأكيده تعزيز القوة الجيوسياسية الأمريكية من خلال رفع وقف وزارة الطاقة على تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال وضمان الوصول المفتوح للطاقة الأمريكية لحلفائنا في جميع أنحاء العالم".
في المقابل، نقلت منظمة "Hyde review" المؤيدة لجهود محاربة التغير المناخي، عن جاكي وونغ، نائب الرئيس الأول لشؤون المناخ والطاقة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهي مجموعة بيئية أمريكية، قوله إن رايت "بطل الوقود الأحفوري القذر"، ورأى أن ترشيحه لقيادة وزارة الطاقة كان "خطأ كارثياً".
وقال وونغ: "يجب على وزارة الطاقة أن تبذل قصارى جهدها لتطوير وتوسيع مصادر الطاقة في القرن الحادي والعشرين، وليس محاولة الترويج للوقود القذر في القرن الماضي".
وزاد: "نظراً للتأثيرات المدمِّرة للكوارث التي تُغذِّيها التغيرات المناخية، فإن المهمة الأساسية لوزارة الطاقة في البحث عن حلول الطاقة النظيفة وتعزيزها أصبحت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى".
لجنة للطاقة
في موضوع ذي صلة، أعلن ترمب الأسبوع الماضي، أنه أسس لجنة للطاقة في البيت الأبيض، مهمتها تعزيز هيمنة الولايات المتحدة عالمياً في مجال الطاقة.
وقال ترمب إن اللجنة الجديدة ستسعى إلى ترسيخ "هيمنة الطاقة" الأمريكية في جميع أنحاء العالم "من خلال خفض البيروقراطية، وتعزيز استثمارات القطاع الخاص في جميع قطاعات الاقتصاد، والتركيز على الابتكار".
وتعد شركة رايت "Liberty Energy" مزود خدمات رئيسياً لصناعة الطاقة، مع التركيز على التكنولوجيا في مجال التنقيب والإنتاج.
اتهامات ترمب
وحسب التقرير السنوي للشركة عن السنة المالية 2023-2024، فإن رايت الذي نشأ في كولورادو، حاصل على درجة جامعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعمل دراسات عليا في الهندسة الكهربائية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وفي 1992، أسس "بيناكل تكنولوجيز" التي ساعدت على إطلاق إنتاج الغاز الصخري التجاري من خلال التكسير الهيدروليكي، وشغل منصب رئيس شركة "Stroud Energy"، وهي شركة منتجة للغاز الصخري، قبل تأسيس "Liberty Resources" في 2010.
واتهم الرئيس الجمهوري المنتخب "اليسار المتطرف" بالانخراط في حرب على الطاقة الأمريكية، باسم مكافحة تغير المناخ.
وقال إن سياسته المتمثلة في الهيمنة على الطاقة، التي تبناها أيضاً خلال فترة ولايته الأولى، ستسمح للولايات المتحدة ببيع النفط والغاز وأشكال أخرى من الطاقة لحلفاء أوروبيين، ما يجعل العالم أكثر أماناً.
وستمثل سياسات ترمب إذا جرى تبنيها، تراجعاً شبه كامل عن الإجراءات التي انتهجها الرئيس الديمقراطي بايدن، الذي جعل مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى ودفع نحو مزيد من المركبات الكهربائية وتنظيم أكثر صرامة لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وتعهد ترمب بإلغاء الأموال غير المنفقة في مشروع قانون المناخ والرعاية الصحية التاريخي لبايدن، ووقف تطوير طاقة الرياح البحرية عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
والأسبوع الماضي، قال ترمب الذي أطلق على النفط وصف "الذهب السائل"، إن النفط والغاز الطبيعي إلى جانب المعادن مثل الليثيوم والنحاس، يجب استغلالها إلى أقصى حد ممكن.
والولايات المتحدة حالياً هي أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي يبلغ 13 مليون برميل، كما أنها أكبر مستهلك عالمي للخام بمتوسط يومي يتجاوز 17 مليون برميل، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (حكومية).