شاركت النساء السوريات من فنانات وناشطات ومدافعات عن حقوق الإنسان فاعليات الثورة السورية في مراحلها المختلفة / صورة: AA (AA)
تابعنا

منذ سنوات ما قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، بدأ الشعب السوري نضاله ضد انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الذي مارسه نظام الأسد.

ومع اندلاع الحرب، برزت شخصيات نسائية مثل فدوى سليمان، مي سكاف، أصالة نصري، رزان زيتونة، وغالية الرحال، أيقونات ورموزاً للنضال ضد النظام الاستبدادي.

أسفرت الحرب عن مقتل مئات الآلاف من السوريين، وتعرضت مئات الآلاف أيضاً للتعذيب على يد النظام المخلوع، بالإضافة إلى لجوء وهجرة ملايين الأشخاص.

خلال هذه الفترة، شارك العديد من الشخصيات المعارضة للنظام، بينهم موظفون عسكريون ودبلوماسيون وأكاديميون وصحفيون في معارضة ومقارعة الأسد بطرق مختلفة.

كما شاركت النساء السوريات من فنانات وناشطات ومدافعات عن حقوق الإنسان في الاحتجاجات والمسيرات والمؤتمرات ونشر المجلات والصحف وكتابة المقالات بالإضافة إلى إنتاج الأفلام الوثائقية للتعبير عن اعتراضهن ومحاولة إيصال صوتهن إلى المجتمع الدولي.

فدوى سليمان.. رمز للنضال ضد النظام

برزت فدوى سليمان، الممثلة وفنانة الدوبلاج والناشطة السورية، كأحد أبرز الوجوه النسائية في النضال ضد نظام الأسد. ولدت سليمان في 17 مايو/أيار 1970 بمدينة حلب، وكانت في مقدمة الصفوف في الاحتجاجات ضد نظام الأسد، ما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية المقارعة للاستبداد.

بعد اندلاع الاضطرابات في سوريا، عاشت في المنفى في فرنسا، وتوفيت في 17 أغسطس/آب 2017 بباريس عن عمر ناهز 47 عاماً بعد إصابتها بمرض السرطان.

طل الملوحي: ثمن الكلمة

مدونة وناشطة سورية، وُلدت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1991 بمدينة حمص، برزت بكتاباتها السياسية والاجتماعية على مدونتها، التي دعت فيها إلى الإصلاح والتحول الديمقراطي في سوريا. في 27 ديسمبر/كانون الأول 2009، اعتُقلت من أجهزة أمن النظام السوري المنهار بتهمة نشر مواد ذات خلفية سياسية على مدونتها، وانقطع الاتصال بها منذ ذلك الحين.

في 14 فبراير/شباط 2011، حُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية، وهي تهمة نفتها عائلتها ومؤيدوها، وجرت العادة لدى النظام السوري تلفيقها للأصوات المعارضة.

رغم انتهاء مدة محكوميتها، لم يُفرج عنها، بل نُقلت بين عدة مراكز احتجاز، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية.

في ديسمبر/كانون الأول 2024، وبعد 15 عاماً من الاعتقال، تحررت طل الملوحي من سجن عدرا بعد انهيار النظام السوري. تحولت قصة طل الملوحي إلى مثال على التحديات التي تواجهها حرية التعبير في سوريا، وإلى تجسيد لصمود الأفراد في وجه القمع.

مي سكاف... من أوائل الفنانات الداعمات للانتفاضة الشعبية

كانت مي سكاف من أوائل الفنانات اللواتي دعمن الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد، ما جعلها أحد الرموز النسائية المهمة في النضال ضد الاستبداد. ساهمت سكاف في العديد من المسلسلات التليفزيونية والمسرحيات، وشاركت في الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد التي بدأت عام 2011.

بعد عدة اعتقالات من النظام بين عامي 2011 و2013، انتقلت للعيش في باريس مع مواصلة دعم قضية الشعب السوري، وأصبحت بذلك واحدة من أبرز الفنانات المعارضات للأسد ورمزاً للنضال ضد الاستبداد قبل أن تتوفى في باريس في 28 يوليو/تموز 2018.

أصالة نصري... صوت داعم لنضال الشعب السوري

ولدت المطربة أصالة نصري في 15 مايو/أيار 1969 بدمشق، وبرزت كأحد الأسماء المناهضة للأسد والداعمة لنضال الشعب السوري من أجل الحرية. منذ بداية اندلاع المظاهرات الشعبية عام 2011، دعمت نصري مطالب الشعب السوري وناهضت السياسات الاستبدادية التي اتسم بها نظام الأسد.

أظهرت مواقف إنسانية خلال الحرب الداخلية وسلطت الضوء على معاناة الشعب السوري من خلال تصريحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

في سبتمبر/أيلول 2014، شاركت أصالة نصري في أنشطة وفاعليات يوم السلام العالمي الذي نظمته الأمم المتحدة في العاصمة الهولندية أمستردام، وجرى تنصيبها سفيرة للسلام بمنطقة الشرق الأوسط من منظمة "ماستر بيس" (MasterPeace) لمساهمتها في بناء السلام من خلال الموسيقى.

رزان زيتونة... مصير مجهول للمحامية المدافعة عن حقوق الإنسان

عُرفت رزان زيتونة، المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، كإحدى الشخصيات التي ألهمت السوريين في مسيرتهم لتحقيق العدالة. في عام 2001، كانت زيتونة جزءاً من فريق المحامين المدافعين عن المعتقلين السياسيين في سوريا،

وأسست الجمعية السورية لحقوق الإنسان التي وثقت انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. في عام 2013، اتهمها نظام الأسد بـ"العمالة لجهات خارجية"، وهي تهمة غالباً ما كان يطلقها النظام على معارضيه قبل أن يجري اختطافها، ولا يزال مصيرها مجهولاً.

غالية الرحال... ناشطة مناهضة لاستبداد الأسد

ولدت غالية الرحال عام 1974 في مدينة الرقة شمالي سوريا، وبرزت ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومناهضة عنيدة لاستبداد الأسد.

الرحال التي طالما عُرفت بجهودها في دعم النساء السوريات والمشاركة في العمل الإنساني، دعمت وبقوة الحراك الشعبي في سوريا ضد نظام الأسد من خلال أنشطة إنسانية ومؤتمرات ودورات تدريبية. بعد الضغوط التي تعرضت لها، اضطرت الرحال إلى مغادرة سوريا وانتقلت إلى ألمانيا لمواصلة دعم الشعب السوري ونضاله على طريق الحرية والتخلص من الاستبداد وتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري في مختلف المحافل الدولية.

في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لتنتهي بذلك 61 عاماً من نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد. في اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير منطقة إدلب شمالي البلاد منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية لإدارة المرحلة الانتقالية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً