الذخيرة MAM-T / صورة: وسائل التواصل الاجتماعي (وسائل التواصل الاجتماعي)
تابعنا

ويسهم قطاع الذخيرة في تركيا بشكل كبير في تلبية الاحتياجات العسكرية الوطنية، مع تعزيز الاستقلالية في الصناعات الدفاعية وزيادة القدرة التنافسية على الساحة الدولية.

وبرز في هذا المجال عدد من الشركات التركية مثل شركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية (MKE) التي تُعَدُّ المورد الرئيسي للذخيرة للقوات المسلحة التركية، وتنتج مجموعة واسعة من الذخائر، بما في ذلك القذائف المدفعية، والذخائر الصغيرة، والمتفجرات.

وتتميز شركة روكيتسان عن غيرها من الشركات بإنتاجها الواسع للذخائر الذكية والموجهة، ومن أبرز هذه الأنظمة العائلة المصغرة للذخائر الذكية (MAM-L، MAM-C، MAM-T)، ونظام "TEBER"، وصواريخ "L-UMTAS" و"TR-230" الباليستية، التي أسهمت بشكل كبير في تعزيز القدرات الدفاعية لتركيا.

عائلة "MAM" الذكية

تُنتج شركة روكيتسان عائلة الذخائر الذكية المصغرة (MAM)، وتتألف من ذخائر موجهة بالليزر مصمَّمة للاستخدام مع الطائرات من دون طيار والطائرات الهجومية الخفيفة.

ويرى الصحفي والمختص في مجال الصناعات الدفاعية سيرتاش أكسان، أن استخدام الذخائر المحلية والوطنية من أهم عوامل نجاح تركيا في مجال الطائرات من دون طيار، فمع تطور الطائرات المُسَيَّرة كان من الضروري تعزيز قدرات الذخائر المستخدمة.

ويشير الباحث في الشؤون الدفاعية أحمد علمدار، في حديثه مع TRT HABER، إلى أن الشركات التركية ركزت على إنتاج الذخائر الذكية قبل أن تبدأ بتطوير وإنتاج الطائرات من دون طيار. ويشير علمدار إلى أن هذه الذخائر ومنها عائلة "MAM" استخدمتها القوات التركية في عمليات مكافحة الإرهاب، كما استُخدمت في بيئات حربية متنوعة مثل أذربيجان وليبيا وأوكرانيا.

وتُنتج الشركة ثلاثة نماذج من الذخائر المصغرة "MAM"، وفق موقعها الإلكتروني؛ الأول هو "MAM-L" الذي يبلغ قطره 160 مم وطوله متر واحد، بوزن 22 كغم، وبمدى يصل إلى 15 كم، ومزوَّد برأس حربي ترادفي فعال ضد الدروع التفاعلية، ورأس حربي شديد الانفجار، ويُستخدم على الطائرات من دون طيار والطائرات الهجومية الخفيفة.

النموذج الثاني هو "MAM-C" الذي يبلغ قطره 70 مم وطوله 970 مم، بوزن 6.5 كغم. ومدى يصل إلى 8 كم، ومزود برأس حربي متعدد الأغراض (انفجاري-حارق-خارق للدروع)، ويستخدم مع الطائرات من دون طيار والطائرات الهجومية الخفيفة.

أما النموذج الأخير فهو "MAM-T"، الذي يبلغ قطره 230 مم وطوله 1.4 متر، بوزن 94 كغم. ويستخدم مع الطائرات من دون طيار، والطائرات النفاثة والمروحية، برأس حربي شديد الانفجار. هذا التنوع في عائلة ذخائر "MAM" يتيح مرونة كبيرة في العمليات العسكرية، حيث يمكن اختيار الذخيرة المناسبة بناءً على طبيعة الهدف والمهام المطلوبة.

الذخيرة "MAM-T"

وفي إطار عمليات البحث والتطوير التي تُجريها شركة روكيتسان، جرى تطوير القذيفة "MAM-T" عبر زيادة مداها وتطوير أنظمة التوجيه فيها. ووفق الصحفي أكسان، فإن النسخة الجديدة من القذيفة جرى مضاعفة مداها القتالي من 30 كيلومتراً، كما في النسخ الأولى، إلى 65 كيلومتراً.

زيادة مدى القذائف مهم لتحقيق مجموعة من المهام، منها -وفق علمدار- استهداف منظومات الدفاع الجوي. ويشير علمدار إلى أنه من المهم للمنصات المسيرة أن تتخلص وتهاجم منظومات الدفاع الجوي دون أن تدخل في مجالها القتالي من حيث الارتفاع والمدى، وفي ظل القيود المرتبطة بتصميم ذخائر "MAM-L" و"MAM-C" التي لم تُصمَّم للاشتباك على المدى الطويل، اتجه النظر إلى الذخائر من طراز "MAM-T".

وبالإضافة إلى زيادة المدى القتالي، يشير علمدار إلى أنه جرى تطوير أنظمة التوجيه التي لم تعد مقتصرة على رأس باحث ليزريّ، بل جرت إضافة رأس باحث بالأشعة تحت الحمراء، ومن خلال هذه التقنية، ستكون الذخائر "MAM-T" قادرة على التوجه إلى هدفها في المرحلة النهائية دون تنبيه أجهزة الاستشعار، على عكس التوجيه بالليزر.

كما ستكون قادرة على الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد. بالإضافة إلى ذلك، سيُدمَج رأس باحث مزود بتقنية التليفزيون، وبهذا الشكل، يمكن إدارة جميع عمليات الطيران والاشتباك للمُعدات عبر الصور الحية التي تصل إلى المشغل، وبالتالي، ستكون دقة الإصابة عالية جداً.

هذا التطوير لهذه الذخائر سوف يضاعف من فرص تصديرها إلى الخارج، ويلفت علمدار الانتباه إلى أن عدداً من الدول المستخدِمة لمسيَّرات تركية أبدت اهتماماً بشراء هذه الذخائر، بل اشترت دول أخرى من مستخدمي طائرة "AKINCI TİHA"، مثل أذربيجان وباكستان ومالي وبوركينا فاسو، ذخائر "MAM-T".

ويشير علمدار إلى أنه في المستقبل، يمكننا مضاعفة تصدير ذخائر "MAM-T" من خلال تكاملها مع الطائرات المأهولة الأخرى، مثل الطائرات المقاتلة من طراز "JF-17 Thunder" التي وقَّعت أذربيجان عقداً لشرائها من باكستان بعد زيارة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إلى إسلام آباد في شهر يوليو/تموز الماضي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً