الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي. / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، مساء الأحد، باستشهاد فتى فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بجروح متوسطة جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليهم، قرب حاجز قلنديا العسكري، شمال القدس المحتلة.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال المتمركزة في البرج العسكري المقام عند الحاجز أطلقت النار صوب مجموعة من المدنيين، ما أدى إلى استشهاد الفتى، وهو من بلدة كفر عقب شمال القدس، وإصابة اثنين آخرين في أطرافهما السفلية، وجرى نقلهم إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله.

في غضون ذلك واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها لعدة مدن وبلدات فلسطينية، كما أصدرت سلطات الاحتلال في قرية النعمان شرق بيت لحم إخطارات بهدم 45 منزلاً في المنطقة بحجة البناء غير المرخص، رغم أن عديداً من هذه المنازل بُنِيَ قبل عام 1948، في سياسة تهدف إلى تهجير السكان وضم القرية إلى حدود بلدية القدس المحتلة.

العدوان على جنين لليوم السابع

في السياق ذاته يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي، مما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة العشرات.

كما تعرضت عدة مناطق في المدينة للتدمير، إذ جرفت جرافات الاحتلال دوار السينما وألحقت أضراراً بالمحال التجارية والشوارع المحيطة، فيما يواصل الاحتلال تدمير المنازل ونسفها في المخيم، بالإضافة إلى إحراق عديد من المنازل في مناطق مثل حارة الدمج وحي البشر.

في الأثناء، يواصل جيش الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية مدعومة بالجرافات إلى مدينة جنين، مع تمركز الآليات العسكرية أمام مستشفى جنين الحكومي، وسط تحليق الطيران الحربي والمسير في سماء المدينة والمخيم.

وأكد مدير مستشفى جنين الحكومي أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أثرت بشكل كبير في قدرة المستشفى على تقديم الرعاية الصحية، مشيراً إلى تدمير مدخل المستشفى وفرض قيود على الدخول والخروج بسبب الحواجز العسكرية.

وكان محافظ جنين كمال أبو الرب، أكد أمس، أن الاحتلال فجّر نحو 20 منزلاً داخل مخيم جنين، ويعمل على تقسيم المخيم إلى أربعة أجزاء، عبر تدمير الشوارع وتفجير المنازل وإحراقها.

والأحد، قال رئيس بلدية جنين محمد جرار إنّ عدد مَن هجرتهم إسرائيل "يصل إلى نحو 3 آلاف و200 أسرة فلسطينية، بإجمالي نحو 15 ألف نسمة، في حين لا تتوفر معلومات دقيقة عن عدد من انقطعت بهم السبل".

وأوضح أن تقديرات بعض المؤسسات المحلية تشير إلى وجود "نحو 70 حالة إنسانية، وعائلات فلسطينية ما زالت داخل المخيم وبحاجة إلى تدخل عاجل لإخراجها".

وفي ما يتعلق بحجم الدمار في المخيم، أكد جرار وجود إحصائيات أولية تشير إلى "إحراق إسرائيل ما بين 70 إلى 80 منزلاً فلسطينياً، وتدمير ما بين 30 إلى 40 منزلاً بشكل كلي، إلى جانب مئات المنازل التي دُمرت جزئياً".

جنين "منكوبة"

في السياق، قال جرار إن "اجتماعاً لمؤسسات المدينة عُقِد الأحد، وطالب الحكومة بإعلان جنين منطقة منكوبة، وسرعة مدها بمختلف أنواع المساعدات بشكل عاجل". وأشار إلى أن المهجرين الفلسطينيين "بحاجة ماسة إلى مستلزمات يومية ودعم مالي".

وفي ما يتعلق بالأوضاع بالمدينة دون المخيم، أوضح جرار أنها "محاصرة بالحواجز العسكرية من كل الجهات، فضلاً عن انقطاع المياه عن 55% من السكان جراء استهداف أحد خطوط المياه الرئيسية".

كما حذر من أن "مدينة جنين ونتيجة الإغلاق الإسرائيلي تعاني من صعوبة وصول المواد الغذائية والتموينية، إلى جانب تعطل مناحي الحياة، بما في ذلك مؤسساتها الخاصة والرسمية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية".

من جهتها، حذرت الأونروا من "تدهور الوضع الإنساني والأمني في شمال الضفة الغربية بشكل خطير"، وفق تصريح لمديرها بالضفة رولاند فريدريك لشبكة بي بي سي نيوز، نشرته على فيسبوك الأحد.

وأكد فريدريك أن "العملية العسكرية (الإسرائيلية) واسعة النطاق أدت إلى تصاعد العنف والنزوح، ونعمل على توفير الغذاء والمساعدات النقدية والمواد الأساسية، لكن الوصول لا يزال صعباً للغاية وسط الأعمال العدائية".

وبموازاة الإبادة في غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 876 فلسطينياً وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة بقطاع غزة خلفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً