وأضاف قاسم في كلمة متلفزة إن "حزب الله التزم عدم خرق الاتفاق بينما خرقت إسرائيل الاتفاق 1350 مرة (...) وفي مرحلة من المراحل فكرنا أن نرد على الاعتداءات وقالوا لنا (السلطة في لبنان) الأفضل أن تصبروا قليلاً".
وقال قاسم إن "مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلماً، لكن قررنا أن نصبر وتتحمل الدولة مسؤوليتها، واعتبرنا أن الدولة هي المعنية بالأساس في مواجهة إسرائيل، وما جرى من خرق للاتفاق يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة".
وتابع: "على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يوماً، ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة (...) وأي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة والدول الراعية".
وفي وقت سابق الاثنين، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن بلده وافق على استمرار العمل بتفاهم وقف إطلاق مع إسرائيل حتى 18 فبراير/شباط المقبل، مشدداً على ضرورة "الضغط" على إسرائيل لوقف اعتداءاتها واستكمال انسحاب قواتها من الجنوب ضمن المهلة الجديدة.
في غضون ذلك، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى مساء الاثنين، 16 خرقاً جديداً لوقف إطلاق النار في لبنان أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 17 بينهم طفل ومسعف، وسط استمرار عودة النازحين إلى قراهم في الجنوب.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن جيش الاحتلال "نفذ في ميس الجبل بقضاء مرجعيون (بمحافظة النبطية جنوباً) تفجيراً كبيراً".
وأضافت أن "فريقاً من كشافة ’الرسالة الإسلامية’ تعرض إلى إطلاق نار في أثناء محاولته انتشال جثماني شهيدين من أبناء بلدة كفرا ارتقيا أمس (الأحد) برصاص الاحتلال، وخرج بعدها بسلام".
وأشارت إلى أن "محلّقة إسرائيلية عمدت عصر اليوم (الاثنين) إلى إلقاء قنبلة قرب الأهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون (بمحافظة الجنوب) للدخول إلى بلدتهم ومحاولة ترهيبهم، ولم يبلغ عن إصابات".
ولفتت أيضاً إلى أن قوات إسرائيلية "أطلقت النار على أهالي بلدة كفركلا (بمحافظة النبطية) عند محاولتهم الدخول إلى البلدة".
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الاثنين، إن "اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدّت حتى الساعة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 2 والجرحى إلى 17، بينهم طفل ومسعف".
ووفق البيان، توزع الضحايا في بلدات عدة بمحافظة النبطية جنوب لبنان، حيث سقط قتيل و3 جرحى في بلدة العدَيسة، وقتيل وجريحان في بني حيّان، وجريح في يارون، و6 جرحى في حولا، وجريحان في برج الملوك، و3 جرحى في مركبا.
وذكرت الوكالة في وقت سابق الاثنين أنه "للمرة الثانية، ألقت طائرة استطلاع معادية قنبلة على فريق الأشغال قرب النادي الثقافي في بلدة بني حيان، مما أدى إلى سقوط جريح".
كما ألقت طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة على فريق الأشغال التابع لبلدية بني حيان، بحضور رئيس البلدية، خلال العمل على إعادة فتح الطريق وتعبيده عند مدخل البلدة، دون وقوع إصابات، حسب الوكالة.
وأوضحت الوكالة أن "القوات الإسرائيلية خطفت أحد أبناء بلدة الوزاني، بعدما تقدم الأهالي إلى مدخلها من جهة (بلدة) ريحانة بري، وأطلقت النار باتجاههم ترهيباً".
كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه عناصر الجيش اللبناني المتمركزين في منطقة المفيلحة غربي بلدة ميس الجبل، دون وقوع إصابات، وفق الوكالة.
وفي قضاء صور بمحافظة الجنوب، حلقت طائرات مسيرة إسرائيلية على مستوى متوسط في أجواء القطاع الغربي. كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاه الأهالي في بلدة الضهيرة الحدودية "لتخويفهم"، وفق الوكالة.
والأحد، أطلق جيش الاحتلال النار على نازحين لبنانيين في أثناء عودتهم إلى قراهم في الجنوب، رغم أنه انتهت فجر أمس مهلة محددة بـ60 يوماً لانسحابه من هذه القرى، وفق وقف إطلاق النار.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الاثنين، بأن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية الأحد بلغت 24 قتيلاً، بينهم 6 نساء، و134 جريحاً، بينهم 14 امرأة و12 طفلاً.
وإجمالاً، ارتكب جيش الاحتلال ما لا يقل عن 670 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان منذ سريانه، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
ومساء الأحد، أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/شباط المقبل، وبدء محادثات بوساطة أمريكية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين الذين أُسِروا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبدأ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وقف لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين جيش الاحتلال وحزب الله كان قد اندلع في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.