يتواصل السجال السياسي في لبنان على خلفية تشكيل الحكومة بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون، الذي اتهم الحريري بأنه أصبح "غريب الأطوار" نافياً قضية الثلث المعطل.
وقال الرئيس اللبناني في لقاء صحفي الاثنين: "للمرة الألف، أؤكّد أنني لا أريد الثلث المعطّل، واتهام الحريري لي بأنني أسعى إليه هو باطل". وأضاف: "أنا من موقعي كرئيس للجمهورية أستطيع التدخل، وبالتالي لا حاجة لي إلى الثلث المعطّل".
واتهم عون الحريري أنه "أصبح أخيراً غريب الأطوار، وكأنني لا أعرفه، على الرغم من أنني كنت قد احتضنته وتعاملت معه كوالده، وعندما سألته: ماذا جرى لك؟ أجابني: لقد تغيّرت".
من جانبه غرد الحريري من حسابه الشخصي على تويتر "وصلت الرسالة، لا داعي للرد. نسأل الله الرأفة باللبنانيين". وذلك في ما يبدو تعليق على التصريحات التي أدلى بها عون حول تشكيل الحكومة.
ومن المنتظر أن تخلف الحكومة المقبلة حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/آب الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.
والحريري مُكلف بتشكيل الحكومة منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب، لتعثر مهمته في تأليف حكومة جديدة في بلد تتصارع فيه قوى سياسية محلية ومصالح دول إقليمية وغربية.
ومنذ أكثر من عام يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة "كورونا" وانفجار المرفأ.
وكان عون عبر كلمة متلفزة قد وضع الحريري أمام خيارين، فإما تشكيل حكومته فوراً وإما التنحي عن هذه المهمة.
وهو ما رد عليه الحريري بالمثل، حيث خَيّر عون بين تمرير التشكيلة الحكومية والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وتنتهي رئاسة عون عام 2022، حيث تم انتخابه في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016 لفترة رئاسية من 6 سنوات، ضمن صفقة سياسية أوصلت أيضاً الحريري إلى رئاسة الحكومة حينها.