وأصدرت مصر والإمارات والسودان وفلسطين ومنظمة التعاون الإسلامي بيانات رسمية تدين هذه التصريحات، مؤكدة أنها انتهاك واضح للقانون الدولي وتعد تجاوزاً للأعراف الدبلوماسية.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية اليوم الأحد، رفضها القاطع تصريحات نتنياهو، معتبرة إياها محاولة لصرف الانتباه عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك عمليات التطهير العرقي.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق في أرضه وأن الفلسطينيين ليسوا مهاجرين يمكن طردهم، بل هم أصحاب الأرض الذين يرتبطون بها تاريخياً ووجدانياً وقانونياً. وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر غزة بالكامل وأوقع مئات الآلاف من الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء، دون أي اعتبار للقيم الإنسانية.
كما عبّرت المملكة عن تقديرها للردود العربية والإسلامية التي أدانت تصريحات نتنياهو، وشددت على رفضها التام لما ورد فيها بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
رفض عربي واسع
وأدانت وزارة الخارجية المصرية التصريحات، معتبرة إياها تحريضاً ضد السعودية، مشددة على أن مساس سيادة المملكة هو "خط أحمر" لا يمكن التهاون فيه.
كما أكدت الإمارات تضامنها الكامل مع السعودية، مشيرة إلى رفضها التام لتلك التصريحات التي اعتبرتها تجاوزاً للقانون الدولي.
من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية السودانية ما ورد من الحكومة الإسرائيلية بشأن المملكة، مؤكدة أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية يشكل انتهاكاً للسيادة السعودية وحقوق الشعب الفلسطيني.
كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية "بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية المعادية لحق الفلسطينيين في إقامة دولة"، واعتبرتها "دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول"، حسب البيان نفسه.
واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تصريحات نتنياهو انتهاك للقانون الدولي، وأكد أن دولة فلسطين يجب أن تكون على الأراضي الفلسطينية فقط. من جانبها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبرة إياها تحريضاً ضد السعودية وتهديداً لسيادتها وأمنها، مشددة على رفضها محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
التصريحات الإسرائيلية
وكان نتنياهو صرح بأن السعودية يمكن أن تخصص أراضيها لإقامة دولة فلسطينية، مشيراً إلى أن الرياض لا تشترط إقامة دولة فلسطينية لتحقيق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وردت السعودية على هذا الطرح بتأكيد تمسكها بموقفها الثابت الداعم لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو الموقف الذي لا يمكن التفاوض عليه.
وزعم نتنياهو أن "الرياض لا تشترط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل".
واشترطت السعودية في أكثر من مناسبة، موافقة الحكومة الإسرائيلية على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، مقابل تطبيع العلاقات.
تأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وأن السعودية لم تعد تشترط تأسيس دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، ما أثار رفضاً إقليمياً ودولياً واسعاً.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترامب مخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.