وذكرت الإذاعة في تقرير مساء الثلاثاء، نقلاً عن مصادر عسكرية، أنه "بعد سقوط 3 جنود في بيت حانون خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ومع سقوط 43 جندياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة في كامل شمال قطاع غزة... يشرح الجيش الإسرائيلي هدف العملية التي نفّذتها الفرقة 162 في المنطقة".
ووفق الجيش، فإن هدف العملية المستمرة منذ أكثر من 3 أشهر، هو "خلق مساحة أمنية لسكان شمال غلاف غزة (المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة والقريبة منه)، وتهيئة الظروف لهم للعيش بأمان في المنطقة"، وفق المصدر ذاته.
وأضافت الإذاعة: "يوضح كبار الضباط المشاركين في القتال في المنطقة أنه رغم تنفيذ الجيش مناورة في بداية الحرب شمال القطاع، فإن الحديث يدور هذه المرة عن عملية هدفها تطهير المنطقة بأكملها من البنية التحتية الإرهابية والمخربين" وفق وصفها.
ونقلت عن مسؤولين كبار في الجيش الاحتلال لم تسمّهم قولهم: "هذه ليست عملية مداهمة، إنها مناورة للتدمير الكامل للعدو والبنية التحتية، وصلنا إلى مناطق الهدف منها أن لا يضطر الجيش إلى العودة إليها بعد الآن".
ووفق الإذاعة، يقول الجيش إن مقاتلي كتائب القسام الذين يدور القتال ضدهم شمال قطاع غزة بعضهم "قدامى وكانوا جزءاً من الجناح العسكري لحماس حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023" وبعضهم "جرى تجنيدهم مؤخراً".
وتابعت: "يقدِّر الجيش أيضاً أن المتفجرات التي يستخدمها المخربون في المنطقة مصنوعة جزئياً من قنابل الجيش الإسرائيلي غير المنفجرة".
وأضافت الإذاعة: "يشير الجيش الإسرائيلي إلى الانتقادات الموجهة إلى التكلفة الباهظة للعملية في شمال قطاع غزة ومدتها الطويلة، ويقول إن إجراء عملية احتلال وتطهير كاملة يستغرق وقتاً طويلاً يمكن أن يصل إلى أشهر". ومع ذلك، يوضح الجيش: "بالتأكيد يمكن للمخربين العودة إلى هذه المنطقة في المستقبل، لكننا نتأكد من أنه سيكون من الصعب جداً عليهم العودة إلى هناك"، وفق ذات المصدر.
وبعد خروج لواء "كفير" من شمالي قطاع غزة "تشير تقديرات الجيش إلى أن منطقة بيت لاهيا دُمرت وطُهرت بالكامل"، وفق إذاعة الجيش.
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، أعلن الجيش أن قوات اللواء "كفير" أنهت مهامها في شمالي قطاع غزة التي بدأت قبل 3 أشهر، وقُتل خلالها 12 من ضباطها وجنودها وأُصيب العشرات.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2024 شاركت قوات اللواء المذكور، رفقة قوات إسرائيلية أخرى، في القتال الدائر في بيت لاهيا ومخيم جباليا وبيت حانون شمالي القطاع.
وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عملية اجتياح واسعة ليست الأولى منذ بداية الإبادة لشمالي قطاع غزة، خلَّفت دماراً واسعاً، وأسفرت إجمالاً عن مقتل 43 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، وفق إذاعة الجيش، فيما خلّفت في الجانب الفلسطيني أكثر من 4 آلاف شهيد ومفقود فضلاً عن 12 ألف جريح.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 155 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.