والغرض من الاتفاق المحتمل، كما جاء في أعلى الوثيقة المكتوبة بالعبرية، هو "إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين في غزة من مدنيين وجنود، أحياء أو أموات".
وأضافت الوثيقة أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيكون "مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، واستعادة الهدوء المستدام". وزادت أن تل أبيب طالبت بترحيل أكثر من 50 أسيراً فلسطينياً إلى غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية.
وحسب الوثيقة، ستنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم وسط غزة، وتفكك مواقعها ومنشآتها العسكرية بالكامل، مع إيجاد آلية لمنع عودة المسلحين (المقاتلين الفلسطينيين) إلى شمال القطاع.
ومنذ اليوم الأول من تنفيذ الصفقة، ستسمح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، بينها الوقود، بمعدل 600 شاحنة يومياً، وضمن المرحلة الأولى "الإنسانية" من الصفقة، وفق الوثيقة، ستُطلق حماس سراح المحتجزات أولاً، بواقع 3 أسيرات "مدنيات" في اليوم الأول و4 في اليوم السابع.
وبعدها، ستُطلق سراح 3 أسرى إسرائيليين أسبوعياً، مع إعطاء الأولوية للنساء المتبقيات (مدنيات ومجندات)، وأخيراً إعادة جثث الأسرى المتبقين، حسب الوثيقة.
وقالت هيئة البث إن إسرائيل، وبناء على توصية فريق التفاوض، تطالب بقائمة تضم أسماء أسراها الذين سيُطلق سراحهم في المرحلة الأولى.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تبدأ، مع انطلاق المرحلة الأولى من الصفقة، إعادة تأهيل البنية التحتية (التي دمرتها إسرائيل) وإزالة الركام وإدخال ما لا يقل عن 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، وفق الهيئة.
أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فقالت هيئة البث إنه جرت صياغتها بشكل مقتضب جداً في الوثيقة، عبر "فقرة واحدة، ولا تتضمن عبارة وقف الحرب، بل وقف دائم للعمليات العسكرية وأي نشاط عدائي، ودخول الهدوء حيز التنفيذ".
ونقلت هيئة البث عن مصادر مطلعة على المفاوضات، لم تسمِّها، أن "الفجوة لا تزال كبيرة بين الوثيقة، التي جرى تحويلها رسمياً إلى الوسطاء (مصر وقطر) وحماس، وبين ما يُناقَش في قطر".
وعلى مدار أكثر من عام، تؤكد حماس استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/أيار 2024 على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.