سلطات الاحتلال أفرجت عن عشرات الأسيرات الفلسطينيات من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ليلة الأحد/الاثنين، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.

في الوقت نفسه أفرجت إسرائيل عن عدد من الأسرى المقدسيين، جرى ترحيلهم مباشرة إلى منازلهم في مدينة القدس.

وشمل اليوم الأول من المرحلة الأولى من الاتفاق الإفراج عن 90 أسيراً بينهم 20 طفلاً وفتى نشرت أسماءَهم مؤسسات حقوقية فلسطينية، مقابل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنياً من غزة.

إجراءات تنكيلية

وكشفت الأسيرة الفلسطينية المحررة رغد عمرو (23 عاماً) عن تعرضها لإجراءات تنكيلية وضرب وإهانات في الساعات الأخيرة قبل الإفراج عنها من سجون الاحتلال ليلة الأحد/الاثنين، مشيرةً إلى أن عمليات الاعتداء شملت جر الأسيرات من شعورهن.

وأمضت رغد عمرو 5 أشهر في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالها إدارياً من بلدتها دورا جنوبي مدينة الخليل، دون توجيه تهمة إليها.

وقالت إن مدير السجن أخبرهن صباح الأحد بعدم وجود إفراجات لمدة 14 يوماً، وأضافت أن نائبه تعامل معهن بأسلوب همجي، وبدأت عمليات التفتيش والضرب والإهانات، بالإضافة إلى التحقيق لساعات. وأشارت إلى أنهن نُقلن في باصات حديدية لمدة 4 ساعات، ووصفتها بأنها أسوأ من سجن "الدامون".

وأوضحت رغد أنه جرى تشغيل المكيفات الباردة في أثناء النقل، وعند وصولهن إلى سجن عوفر جرى الإمساك بشعور الأسيرات ومنعهن من رفع رؤوسهن. وأضافت أن قوات الإحتلال زجت بهن في ساحة مليئة بالحجارة والحصى، حيث تُركن لساعات.

تهديدات المخابرات

وتقول الأسيرة المحررة ياسمين أبو سرور (27 عاماً) إن الاحتلال الإسرائيلي تلاعب بأعصابهن حتى الساعات الأخيرة. وأضافت: "منذ أسبوع انقطعت عنا الأخبار، ولا نعلم ما يجري في الخارج، حتى صباح اليوم (الأحد) لم نكن متأكدين من أن هذا هو يوم الحرية".

واعتُقلت أبو سرور، وهي من مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، عدة مرات كان آخرها في 26 ديسمبر/كانون الأول 2023، إذ جرى تحويلها آنذاك للاعتقال الإداري (دون تهمة).

وعن لحظة الحرية تقول أبو سرور إن شعورها "لا يمكن أن يوصف، الحمد لله، وشكراً لكل من ساهم بالصفقة".

وتعرضت أبو سرور كغيرها من الأسيرات لتهديدات أطلقتها المخابرات الإسرائيلية بالاعتقال مجدداً في حال جرى إظهار أي ملامح للاحتفالات، وعن الأوضاع داخل السجون تقول أبو سرور إنها "صعبة للغاية"، إذ يعاني الأسرى من التجويع المستمر والتنكيل والإهمال الطبي من إدارة السجون.

حرمان من كل شيء

عقب الإفراج عنها من السجون الإسرائيلية عبّرت الأسيرة المحررة هديل شطارة عن مشاعر مختلطة بين الفرح بالحرية والألم إزاء الثمن الباهظ الذي دفعه أهالي قطاع غزة لأجل ذلك من دمائهم ومنازلهم.

وقالت شطارة (33 عاماً)، وهي أكاديمية في جامعة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، للأناضول: "ثمن الحرية كان غالياً جداً، سدد بدماء أهل غزة وبدمار منازلهم".

واعتقلت شطارة من بلدة المزرعة الشرقية شرق رام الله في 1 يوليو/تموز الماضي، فيما صدر بحقها قرار بالاعتقال الإداري (دون تهمة).

وعن الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية تقول شطارة إنها "صعبة وسيئة للغاية، إذ سُحِب كل شيء من الغرف، خرجنا لا نمتلك سوى ملابسنا"، وتشير إلى أن أوضاع الأسيرات والأسرى متشابهة، فهم محرومون من كل شيء داخل السجون، مستدركة: "لكن ذلك لم يزدنا إلا قوة وتحدياً وثباتاً".

وختمت بتوجيه رسالة إلى العالم قائلة: "حريتنا كانت بأثمان كبيرة، ونحن شعب مستعد لدفع هذه الأثمان، ولا ننتظر من يحررنا. نحن نحرر أنفسنا بأنفسنا، ولكن ننتظر من العالم موقفاً عادلاً تجاه قضيتنا ليس أكثر".

"سوى الزنزانة"

وهي تبكي، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان معلواني (24 عاماً) عن حزنها للإفراج عنها مع أخريات من سجون إسرائيل فيما تركن خلفهن أسيرات ما زلن خلف القضبان.

وقبعت حنان في السجون منذ أن اعتقلتها إسرائيل في 2 سبتمبر/أيلول الماضي من منزلها بمدينة نابلس شمالي الضفة، وحولتها للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة.

وقالت معلواني في مقابلة مع الأناضول عقب الإفراج عنها: "الشعور لا تقدر على وصفه، شعور الحرية جميل للغاية"، وأضافت: "كنت لا أرى في السجن سوى الزنزانة، اليوم أنا مستغربة جداً من هذه الجموع التي تستقبلنا، شعوري لا يوصف".

وأوضحت أنه "حتى اللحظة الأخيرة لم نُبلَغ بالإفراج، أُحضر طعام الفطور ومن ثم الغداء وأُخبرنا (أنه) لا يوجد أي إفراجات، وعصراً نُقلنا من سجن الدامون (شمال إسرائيل) إلى عوفر (غرب رام الله)، تركنا خلفنا أسيرات".

حنان أكدت أن "السجن كان عبارة عن مصاعب ومحاولة إذلال، ولا يمكن وصف ما عشناه، أنا متعبة للغاية، ولكن نحن على قدر الحمل وتحملناه".

وتحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حالياً وجود نحو 96 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوماً، ويجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل محتجز إسرائيلي إن كان عسكرياً أم "مدنياً".

​​​​​​​وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم، حتى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً