نازحون عائدون إلى شمال قطاع غزة بعد الهدنة / صورة: AA (AA)
تابعنا

وبدؤوا في العودة منذ ساعات الفجر الأولى، مشياً على الأقدام أو باستخدام العربات التي تجرها الدواب والدراجات الهوائية، نظراً إلى تدمير البنية التحتية وشح المركبات والوقود بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وتمكن الفلسطينيون لأول مرة من دخول شمال قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، والتي تسببت في دمار واسع في المناطق السكنية. ورغم آمالهم في العودة إلى حياة طبيعية، فاجأهم حجم الدمار الكبير الذي طال منازلهم وأحياءهم.

أحد الشهود، الشاب رأفت الزعانين، وصف مشهد الدمار بأنه "كارثي" وقال: "لا يمكن وصف المشهد بالكلمات، كأن زلزالاً ضرب المنطقة". وأوضح الزعانين أنه عندما وصل إلى منزله في بلدة بيت حانون بعد أن دمرته الحرب، فوجئ بأن الجيش الإسرائيلي قد دمر أجزاء من منزله وأحرق ما تبقى منه، واصفاً المكان بأنه "أرض محروقة". وأضاف أن "الجثث كانت ملقاة في الشوارع، والرائحة الكريهة كانت تملأ الأجواء تحت الأنقاض".

أما الفلسطيني فوزي أبو ركبة، الذي نزح من شمال القطاع إلى مدينة غزة بسبب العمليات العسكرية، فقال إنه لم يتمكن من الانتظار حتى سريان اتفاق وقف إطلاق النار، فبادر بالعودة إلى تفقد منزله، بخاصة أنه كان قد دفن شقيقه في الأرض المجاورة لمنزله قبل عدة أشهر. وقال: "كنت أتساءل أين سأذهب إذا وجدته مدمراً، فالمنزل كان جميلاً وبنيته بتعب السنين". لكن عندما وصل إلى منزله، تفاجأ بأنه قد جرى هدمه بالكامل، وأصبحت ذكرياته وذكريات أكثر من 12 عاماً ردماً تحت الأنقاض.

وكانت المناطق التي شهدت عودة النازحين مثل جباليا وبيت لاهيا والصفطاوي، قد تعرضت لدمار شامل، حيث بدا واضحاً أن المنطقة كانت قد مُسحت بالكامل، مع تدمير العديد من المنازل والشوارع والبنية التحتية.

وتأتي عودة النازحين وسط آمال في أن يساهم اتفاق وقف إطلاق النار في تخفيف وطأة العدوان، ويساهم في جهود إعادة الإعمار التي بدأتها الهيئات الحكومية والمنظمات الإنسانية.

ومع ذلك، استمر القصف الإسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة في صباح الأحد، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف تلك المناطق بالمدفعية والطائرات المسيّرة، متجاهلاً اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم نفسه.

هذا وتستمر الجهود الإنسانية في تقديم الدعم للمتضررين، وسط أمل ضئيل بأن تسهم الهدنة في بدء عملية إعادة إعمار واسعة النطاق تعيد الحياة تدريجياً إلى قطاع غزة بعد ما خلّفته الحرب من دمار هائل.

وصباح الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ بناء على الموعد الذي حدده الوسطاء عند الساعة 6:30 (ت.غ)، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في بيان لمكتبه أن وقف إطلاق النار لن يبدأ إلا بعد استلام قائمة الأسيرات الثلاث المفترض الإفراج عنهن اليوم، إذ قالت حماس آنذاك إن تأخرها بتسليم القائمة جاء لأسباب "فنية ميدانية".

ولاحقاً، سلّمت حماس الوسطاء قائمة الأسماء فيما نشرت كتائب القسام أسماء الأسيرات الثلاث، ليعلن مكتب نتنياهو عن دخول وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى بقطاع غزة حيز التنفيذ الساعة 11:15 بتوقيت فلسطين (09:15 ت.غ).

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً