وخاطب عون أهالي الجنوب في بيان قائلاً: "سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم".
وأضاف: "هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية"، في إشارة إلى انتهاء مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال موجوداً بالمنطقة.
وتابع الرئيس اللبناني: "إني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم".
وشدد على أن "الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكُن، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم ومعاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان".
بدوره، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام، الأحد، عن ثقته "الكاملة" بدور الجيش اللبناني في حماية سيادة البلاد وتأمين العودة الآمنة لسكان الجنوب الى قراهم ومنازلهم.
وأكد سلام خلال اتصال مع عون أنه يشارك رئيس البلاد "الثقة الكاملة بدور القوات المسلحة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش، في حماية سيادة لبنان وتأمين العودة الآمنة لأهلنا في الجنوب إلى قراهم ومنازلهم".
تحذير من التراجع عن الاتفاق
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، فدعا الدول التي رعت "تفاهم وقف النار" إلى تحمّل مسؤولياتها في إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من بلاده.
وقال ميقاتي في بيان: "في هذا اليوم الذي عبّر فيه أبناء الجنوب الجريح عن تعلقهم بأرضهم وهويتهم، رغم تهديدات العدو الإسرائيلي، نتوجه بتحية إكبار الى أهلنا الصامدين في أرضهم، وبشكل خاص الذين قرروا العودة اليوم، وواجهوا نيران العدوان ببسالة".
وزاد: "هذا ما أبلغناه إلى المعنيين مباشرة، محذرين من أن أي تراجع عن الالتزام باتفاقية وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة".
من جهته، عدّ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الأحد، دماء أبناء الجنوب التي سالت برصاص جيش الاحتلال "دعوة صريحة وعاجلة" للمجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار لإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية.
وقال في رسالة، إلى أهالي جنوب لبنان: "فعلكم اليوم أكد مقاييس الوطنية والهوية والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحرية والتحرر".
وفجر الأحد، انتهت المهلة المحددة بـ60 يوماً لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغل في جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما تواصل القوات التواجد في بعض المناطق الحدودية، في خرق صريح للاتفاق.
وأمس السبت، دعا الجيش اللبناني السكان إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، تحسباً لوجود ألغام وأجسام مشبوهة من مخلفات جيش الاحتلال، متهماً إسرائيل بالمماطلة في الانسحاب من تلك المناطق.
كما وجّه متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، السبت، "تذكيراً جديداً إلى سكان جنوب لبنان بأنه يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى ومحيطها حتى إشعار آخر".
والجمعة، قال البيت الأبيض إن تمديد وقف إطلاق النار في لبنان "مطلوب على وجه السرعة".
وزعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن صياغة الجزء المتعلق بمهلة الانسحاب المحددة في الاتفاق "يُفهم منها أنها قد تستغرق أكثر من 60 يوماً".
كما زعم أن الدولة اللبنانية "لم تُنفذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل"، وبناءً عليه "ستستمر عملية الانسحاب التدريجي (من جنوب لبنان) بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، دون تحديد موعد نهائي لإتمامها.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين جيش الاحتلال و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
وحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجياً خلال مهلة مدتها 60 يوماً من المناطق التي احتلتها في لبنان في أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و69 قتيلاً و16 ألفاً و670 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.