أفاد بذلك بيان مشترك، الخميس، أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي).
وذكر البيان أن "قوات الاحتلال تواصل عمليتها العسكرية في محافظة جنين ومخيمها، وتنفّذ عمليات اعتقال للعشرات من المواطنين، ترافقها عمليات إعدام ميداني، وتنكيل وتدمير للبنية التحتية، وتخريب وتدمير منازل المواطنين".
وقال البيان إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مساء أمس حتّى صباح الخميس، 22 مواطناً على الأقل من الضّفة، بينهم سيدة رهينة، بالإضافة إلى أسرى سابقين". وأضاف أن "عمليات الاعتقال توزعت على محافظات، الخليل، ونابلس، وطولكرم، ورام الله، والقدس".
نزوح قسري
من جانبه، قال محافظ جنين كمال أبو الرب، اليوم الخميس، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر مئات الفلسطينيين على النزوح من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، ضمن اليوم الثالث من العدوان المتواصل على المدينة.
وأوضح أبو الرب، في تصريح لوكالة "وفا" الفلسطينية أن "الاحتلال أجبر المواطنين على الخروج من المخيم، وفتح ممراً واحداً يضطر فيه الفلسطينيون إلى المرور عبر كاميرات لفحص بصمات العين والوجه، حتى وصولهم إلى دوار العودة غربي المخيم".
وتابع: "حسب مدير الخدمات في مخيم جنين محمد الصباغ، فإن أعداد العائلات التي نزحت عن المخيم تقدَّر بالمئات، بمعدل 4-5 أفراد من كل عائلة". وأضاف أن "البلديات في قرى غرب جنين فتحت مراكز وشققاً للنازحين، ليجري استقبالهم وإمدادهم بالاحتياجات الضرورية".
ومع استمرار العدوان، قال المحافظ إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قطع التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء واسعة في محيطه، بعد استهداف أحد المولدات الرئيسية، وهو ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيي "جنين الحكومي" و"ابن سينا".
وفي تكرار لسيناريوهات الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ذكر أبو الرب أن "الاحتلال يمنع وصول الوقود إلى المستشفيات لاستعماله في تشغيل المولدات الكهربائية"، وبيَّن أن "فرق وطواقم شركات الكهرباء تحاول الدخول لإصلاح الأعطال رغم منع الاحتلال، لضمان عودة التيار الكهربائي". وفق "وفا".
إدانات عربية
في السياق نفسه، أدانت دول عربية، اليوم الخميس، العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين منذ 3 أيام، وطالبت بمحاسبة تل أبيب على جرائمها. وجاء ذلك في مواقف رسمية صادرة من السعودية والكويت ومنظمة التعاون الإسلامي فضلاً عن فلسطين.
أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن "إدانة واستنكار المملكة بأشدّ العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة". وحذرت من أن "مواصلة الانتهاكات قد تتسبب في عودة القتال والفوضى في المناطق الفلسطينية المحتلة، وتهدد أمن وسلامة المدنيين الأبرياء وتقوّض فرص السلام في المنطقة".
فيما أعربت الكويت في بيان للخارجية عن "إدانتها واستنكارها للعدوان الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة". وأكدت أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني و خرقه قرارات الشرعية الدولية دون محاسبة يُشكّل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي".
وأدانت مصر في بيان للخارجية "العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين"، محذرةً من "تداعيات تلك العملية على أمن واستقرار الضفة الغربية وما يمكن أن تسهم فيه من تأجيج للأوضاع الأمنية". وشددت على أن «العملية تتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار والهدوء".
وأدان الأردن في بيان للخارجية، بأشد العبارات، العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وأكد "ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني ووقف التصعيد في الضفة الغربية المحتلة ومدنها".
وقال العراق في بيان للخارجية إنه "يدين بأشد العبارات عدوان الكيان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة"، مؤكداً أن "هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".
من جهتها أعربت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، عن "إدانتها الشديدة الاعتداءات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية خصوصاً في مدينة جنين ومخيمها"، وعدَّت المنظمة ذلك العدوان "امتداداً لجرائم الحرب التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني".
كانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد أدانت في بيان الأربعاء، "عدوان الاحتلال المتواصل على محافظة جنين ومخيمها، وتهجير العائلات من المخيم".
ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمصادقة من المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) على عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة، أطلق عليها اسم "السور الحديدي" استُشهد خلالها 12 فلسطينياً وأُصيب 40 بجراح، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
اعتداءات مستوطنين
من جهة أخرى، أقدم مستوطنون إسرائيليون على قطع 30 شجرة زيتون، في بلدة قراوة بني حسان، غربي مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال رئيس بلدية القرية إبراهيم عاصي، اليوم الخميس، إن "المزارع الفلسطيني جمال عاصي، اكتشف اليوم، أن مستوطنين إسرائيليين قطعوا نحو 30 شجرة زيتون في أرضه الواقعة شرقي البلدة، والقريبة من مستوطنة نتافيم، المقامة على أراضي قراوة بني حسان وبلدات مجاورة".
وأوضح عاصي أن "اعتداءات المستوطنين باتت تتكرر في البلدة، عبر قطع أشجار وتهديد مواطنين، وخط شعارات عنصرية، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم".
وخلال 2024، نفَّذ مستوطنون إسرائيليون 2971 انتهاكاً ضد فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، أدت إلى مقتل 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، حسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).
ووفق الهيئة، فإن "عدد المستوطنين في الضفة، بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفاً، موزعين على 180 مستوطنة، و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنَّف على أنها رعوية وزراعية".
وبموازاة الإبادة في غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 873 فلسطينياً وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة خلَّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.