أشارت "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن "مصدر الانفجارات القوية التي سُمعت أمس الأول (الخميس) في جنوب ووسط البلاد كان جراء استخدام الجيش الإسرائيلي ناقلات جند مدرعة قديمة مملوءة بأطنان من المتفجرات، يجري التحكم فيها عن بُعد لتفجير ساحات الفخاخ والعبوات الناسفة في قطاع غزة قبل دخول قواته".
وأوضحت أن "الجيش يستخدم ناقلات جند مدرعة من طراز إم 113 مملوءة بالمتفجرات، يجري توجيهها عن بُعد، وتتسبب بثقلها على الأرض في تفعيل العبوات الناسفة التي زرعتها حماس في الطرق، ويجري تفعيلها عن بُعد بهدف تدمير مواقع العبوات".
وانفجار إحدى ناقلات الجند المدرعة هذه يمكن أن يكون له تأثير 4 أو 5 قنابل كبيرة من طراز جدام (JDAM)، وفق المصدر ذاته.
وذكرت الصحيفة أن سكان العديد من المناطق بجميع أنحاء إسرائيل بما في ذلك في القدس المحتلة وتل أبيب (وسط)، أبلغوا يوم الخميس عن سلسلة من الانفجارات العنيفة. ولم يقدم جيش الاحتلال تفسيراً أو بياناً حول الأمر، لكن الشرطة قالت إن الحديث يدور عن نشاط للجيش في قطاع غزة.
إلى ذلك، حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، من أن "أطفال قطاع غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى".
وقال لازاريني في منشور عبر منصة إكس، مساء الجمعة، إن "البطانيات والفرشات وغيرها من الإمدادات الشتوية ظلت عالقة في المنطقة منذ أشهر في انتظار الموافقة (الإسرائيلية) على دخولها إلى غزة".
وجدد المطالبة بـ"وقف فوري لإطلاق النار بغزة، وتوفير تدفق فوري للإمدادات الأساسية التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك مستلزمات الشتاء".
والخميس، أعلن مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، وفاة 3 أطفال فلسطينيين في خيام النزوح القسري خلال أسبوع، نتيجة انخفاض درجات الحرارة. وجاء ذلك بعد يوم من وفاة الرضيعة "سيلا محمود الفصيح" بعمر أسبوعين متأثرة بالبرد الشديد داخل خيمة نزوح في منطقة "المواصي" غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حسب شهود عيان.
وهذه الرضيعة الثانية التي تتوفى جراء البرد الشديد في خيام النزوح، إذ توفيت "عائشة عدنان سفيان القصاص" فجر الجمعة، داخل خيمة في المواصي أيضاً.
وشدد على أن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة تأخر كثيراً، فيما توقفت الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى".
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي، السبت، إن "حياة أكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة توقفت مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى"، في ظل استمرار الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 14 شهراً.
وأضاف البرنامج الأممي، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": "رغم بذلنا قصارى جهدنا لتقديم المساعدات المنقذة للحياة بغزة، فمن المستحيل تلبية الاحتياجات في ظل السيناريو الحالي من الصراع وانعدام الأمن والقيود".
ويعاني النازحون داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفراش والأغطية، إذ تتفاقم مع فصل الشتاء.
في سياق ذي صلة، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، أن جيش الاحتلال دمر البنى التحتية للمستشفى الإندونيسي بمحافظة الشمال قبل إجلاء مرضى إليه بشكل قسري من مشفى كمال عدوان الجمعة، محذرة من فقدان بعضهم للحياة بسبب عدم توفر المستلزمات.
وأضافت الوزارة في بيان: "ليلة قاسية مرت على المرضى والمصابين الذين جرى إجلاؤهم قسراً إلى المستشفى الإندونيسي الليلة الماضية، وهم في وضع مزر وصعب للغاية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غطاء ولا طعام ولا مستلزمات".
وتابعت: "بدء العد التنازلي لفقدان حياتهم، في ظل احتجاز الاحتلال لمعظم الكادر الصحي (التابع لكمال عدوان)، حتى لا يلتحقوا بالمرضى في المستشفى الإندونيسي".