وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن صاروخاً أُطلق من اليمن "اعترضته الدفاعات الجوية فجر السبت قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار دوت في وسط إسرائيل.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع (رفض كشف هويته) قوله أمس الجمعة، إن منظومة "ثاد" الأمريكية المضادة للصواريخ استُخدمت في إسرائيل لمحاولة اعتراض مقذوف من اليمن في وقت ما خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإن التحليل سيحدد مدى نجاحه.
يأتي ذلك غداة موجة غارات جوية إسرائيلية على اليمن، شملت مطار صنعاء الدولي (شمال)، وميناء الحديدة (غرب) الخاضعين لسيطرة الحوثيين، فضلاً عن منشآت خدمية أخرى، بينها محطتا كهرباء "حزيز" بصنعاء، و"رأس كثيب" بالحديدة، مما أسفر عن 6 قتلى و40 مصاباً.
ويهدف هذا الهجوم، وفق القناة الـ14 العبرية الخاصة، إلى تعطيل القدرات العملياتية واللوجستية للحوثيين، وبخاصة مطار صنعاء وميناء الحديدة
شلل للعمليات الإنسانية
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتصعيد الأعمال العدائية، وقال إن قصف البنية التحتية للنقل يهدد العمليات الإنسانية في اليمن الذي يعتمد 80% من سكانه على المساعدات.
من جهته، لفت منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن جوليان هارنيس، إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الخميس، تزامنت مع وجوده في المطار رفقة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الذي كان يستعد لمغادرة صنعاء ضمن وفد أممي.
وأضاف هارنيس: "الأمر الأكثر إثارة للخوف في الغارتين لم يكن التأثير فينا، بل وقوعهما بينما كانت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل مئات الركاب على وشك الهبوط"، مشيراً إلى أن الطائرة تمكنت من الهبوط بأمان.
وأشار إلى أن مطار صنعاء يدخل ويغادر منه جميع العاملين في مجال المساعدات الإنسانية الدولية الذين يعملون في شمال اليمن، وبالتالي يُعد "موقعاً إنسانياً حيوياً للغاية"، وتعطيل عمله "قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية" في اليمن.
وفي منشور عبر منصة إكس، استنكرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (يونهاس) سيندي ماكين، إصابة أحد أفراد البرنامج جراء غارات إسرائيلية على مطار صنعاء.
وقالت ماكين إنه بسبب هذا الحادث "اضطرت يونهاس إلى تعليق عملياتها مؤقتاً عبر مطار صنعاء الدولي"، محذرة من أن هذا "سيؤثر سلباً في الاستجابة الإنسانية (للمحتاجين باليمن) في وقت تتزايد فيه الاحتياجات بشكل هائل" هناك.
ميناء الحديدة
وفي ما يتعلق باستهداف ميناء الحديدة، حذر هارنيس من أن الضربات الجوية على الميناء "مثيرة للقلق"، وبخاصة أن الميناء يُعد البوابة الرئيسية لدخول السلع والبضائع المستوردة إلى اليمن.
وأوضح أن اليمن يستورد ما يقرب من 80% من إمداداته الغذائية، ومن ثم فإن تعطيل عمل هذا الميناء يعني أن سكان شمال اليمن بالكامل، الذين يشكلون ما بين 65 و70% من السكان، سيكونون في حاجة إنسانية متزايدة.
وأوضح هارنيس: "اليمن يحتل المرتبة الثانية عالمياً في نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والثانية في نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية، والثالثة في نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي".
وختم المسؤول اليمني بدعوته الأطراف كافة إلى "التزام القانون الإنساني الدولي" لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.
ويعد الهجوم الإسرائيلي الخميس، هو الرابع على اليمن خلال العام الجاري، لكنه الأوسع وفق إعلام عبري، ويأتي بالتزامن مع تصعيد الحوثيين هجماتهم على إسرائيل والسفن المتوجهة إليها رداً على حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
و"تضامناً مع غزة"، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافةً إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعمٍ أمريكي، في غزة، عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح من الفلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.