الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمة له ألقاها باجتماعات مجلس الشورى الديني السابع بأنقرة / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأكد أردوغان في كلمة، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماعات مجلس الشورى الديني السابع الذي تنظمه رئاسة الشؤون الدينية في العاصمة أنقرة، أن الإسلام منح شعوب المنطقة روح الأخوّة.

وأضاف الرئيس التركي: "إن وُجد الإسلام وُجد الوطن والعلم والحرية، وقبل كل شيء، إن وُجد الإسلام وُجدت تركيا"، ودعا لمجابهة الأفكار الهدامة التي تستهدف الدين واعتبر أنها تمس الأمن القومي.

وقرأ أردوغان الآية التاسعة من سورة الحجر: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وقال: "هذه الآية تغرس فينا ثقة لا متناهية فيما يتعلق بالهجمات ضد ديننا، فديننا في ذمة ربنا عز وجل وحفظه"، وتابع: "إلا أن هذا الضمان لا يزيل المسؤولية عنا نحن العباد، وكمسلمين فإننا ملزمون باتباعه والحفاظ عليه".

وأشار الرئيس التركي إلى أن الإسلام بدأ من مكة والمدينة، وأسس حضارات جميلة بشكل فريد في مناطق واسعة على مدى قرون. وأردف: "بغداد ودمشق والقاهرة وبخارى وسمرقند وغرناطة وقرطبة وقونية وبورصة وإسطنبول هي مراكز للعلوم والحضارة التي وجهت العالم لعدة قرون".

ولفت إلى أن "الغزو المغولي في القرن الثالث عشر ترك العالم الإسلامي في حالة خراب، لكنه لم يتمكن من تدمير جوهر وروح الإسلام"، وأشار إلى أن الهجمات على الأراضي الإسلامية وخاصة الدولة العثمانية في القرن العشرين أضعفت، بل قسمت المسلمين، لكنها لم تتمكن من إطفاء نور الإسلام.

وشدّد أردوغان على وجود محاولات لإبادة المسلمين وطمس الهوية الإسلامية عن طريق الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية ولبنان وغيرها من الأراضي الإسلامية.

"العالم الرقمي يدمّر القيم"

وحذّر أردوغان من تأثيرات المنصات الرقمية، ولا سيما على الأطفال والشباب في العالم الإسلامي، وقال: "العالم الرقمي يدمر كل القيم على نطاق عالمي، ويستهدف المسلمين وخاصة أهل السنة، واليوم يؤسفني أن أقول إن الأطفال يتعرضون أكثر للتعليم والتربية عبر الإعلام الرقمي بدلاً من التربية والتعليم من آبائهم وعائلاتهم ومعلميهم وجيرانهم".

وأكد الرئيس التركي ضرورة إدراك أن العالم الرقمي ليس مجرد أداة رأسمالية، ولا يهدف فقط إلى كسب المال أو الترفيه، لافتاً إلى أن من يديرون وينشرون ثقافة التقنية الرقمية "يكسبون أموالاً طائلة، ويدسون أفكارهم ومعتقداتهم وأساليب حياتهم في عقول الأجيال الجديدة".

وذكر أردوغان أن المسلمين انقسموا بداية عبر خرائط مصطنعة، "ثم جُعلوا أعداء لبعضهم بعضاً عبر تأجيج العنصرية"، وأكد أن فكرة "القومية المصغرة" التي جرى حقنها في أذهان المسلمين في القرن التاسع عشر تكمن وراء الصورة الحالية للعالم الإسلامي البعيدة عن الوحدة.

وأشار الرئيس التركي إلى أن الحركات العنصرية الرثة يمكنها حالياً بسهولة التنظيم والدعاية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وأردف: "من يريدوا تدمير الاتحاد والسلام في منطقتنا يهاجموا بشكل مباشر إيماننا، والهجمات ضد الإسلام والمسلمين تخفي نفسها بأقنعة مثل الإلحاد والربوبية والشامانية".

وشدّد الرئيس التركي على ضرورة الوقوف في وجه الهجمات التي تهدف إلى إرباك عقول الشباب. وقال بهذا الصدد: "يجب على كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان أن يكون واعياً ضد مناهضي الإسلام تحت قناع العنصرية، وأن يحارب هذه الآفة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً