غارة إسرائيلية ضربت مبان سكنية بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

​​​​و​​أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى "3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا"، وقالت الوزارة، عبر بيانإن "غارات العدو الإسرائيلي على لبنان أمس الاثنين أسفرت عن 55 شهيدا و160 جريحا.

وإضافة إلى الضحايا، تسبب العدوان الإسرائيلي في نزوح نحو مليون و400 ألف شخص وسط دمار هائل، وفق السلطات اللبنانية.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن مقاتلات إسرائيلية شنت مساء اليوم الثلاثاء، غارات على وسط بيروت، شملت مبان بمنطقتي بربور، والمزرعة، وشارع نزلة السلطان إبراهيم.

وحول حصيلة هذه الموجة من الغارات، أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، بأن الغارة على منطقة بربور "أدت إلى استشهاد 3 أشخاص، وإصابة 10 أشخاص بجروح" لم تحدد مدى خطورتها.

وأضافت: "تم أيضا رفع أشلاء من المكان سيتم تحديد هوية أصحابها عبر إجراء فحوص الحمض النووي"، فيما لم تصدر أي إعلانات لبنانية رسمية حتى الآن بشأن حصيلة ضحايا الغارات الأخرى على وسط بيروت.

وكانت هذه الموجة من الغارات على قلب بيروت الثانية اليوم.

وللمرة الأولى بالنسبة لوسط بيروت، جاءت بعد إنذار بالإخلاء الفوري أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان مبان في 4 مناطق هي رأس بيروت، والمزرعة، ومصيطبة، وزقاق البلاط"، بادعاء أنها "تضم مصالح لحزب الله".

وفي وقت سابق من عصر اليوم، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة أخرى على وسط بيروت استهدفت مبنى سكنيا من 4 طوابق يؤوي نازحين بمنطقة البسطة؛ ما أدى إلى سقوط 7 قتلى و37 جريحا وفق حصيلة أولية أصدرتها وزارة الصحة اللبنانية.

وهذا هو الاستهداف الثاني لمنطقة البسطة خلال 4 أيام، إذ أسفرت مجزرة ارتكبتها إسرائيل في تلك المنطقة، السبت الماضي، بعد قصفها مبنى سكنياً مكوناً من 8 طوابق عن سقوط 20 قتيلاً و66 جريحاً، وفق حصيلة رسمية لبنانية.

مجزرة مخيم الرشيدية

كما سقط قتيلان و22 جريحاً، اليوم الثلاثاء، في حصيلة أولية لـ"مجزرة" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوبي لبنان.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "طائرات مسيرة وحربية إسرائيلية شنت 3 غارات على مخيم الرشيدية"، وأوضحت أن الغارات تسببت في وقوع "مجزرة" بالمخيم، بعدما استهدفت مكتبة تقع في ساحة المخيم، كانت تعج بالأهالي وقت استهدافها.

فيما أفادت وزارة الصحة اللبنانية عبر بيان، بأن الغارة على مخيم الرشيدية أدت في حصيلة أولية إلى "استشهاد شخصين من بينهم طفل، وإصابة 22 آخرين بجروح (لم تحدد مدى خطورتها)"، وأضافت: "جرى أيضاً رفع أشلاء (من مكان الغارة)". ولفتت إلى أن "أعمال رفع الأنقاض لا تزال مستمرة" في مكان الغارة، ما يُرجح ارتفاع حصيلة الضحايا لاحقاً.

تكثيف الغارات

وكثّف جيش الاحتلال، خلال الساعات الأخيرة، غاراته على مناطق واسعة من لبنان، بينها العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، ومحافظات شرقي وجنوبي البلاد، ونشر عبر حسابه على منصة إكس خرائط لـ20 بناية بعدد من أحياء ضاحية بيروت الجنوبية، منذراً سكان هذه البنايات والبنايات المجاورة لها بإخلائها فوراً.

وبعد وقت قصير، بدأ مقاتلات إسرائيلية في شن غارات عنيفة ومكثفة على ضاحية بيروت الجنوبية، إلى جانب مناطق أخرى وسط العاصمة اللبنانية لم يشملها الإنذار، وادعى جيش الاحتلال في بيانات لاحقة، أن مقاتلات تابعة لها هاجمت 33 هدفاً لحزب الله في بيروت وضاحيتها الجنوبية.

من جهتها، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن وزير الدفاع يسرائيل كاتس "صدّق على استمرار العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية"، وأضافت أن القرار "جرى اتخاذه بالتنسيق مع عدد من القادة العسكريين، بينهم رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، والمدير العام لوزارة الدفاع، اللواء (المتقاعد) إيال زمير".

وأضافت الهيئة أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان من الكابينت فقط، وليس من الحكومة"، إذ لا يستلزم الاتفاق تصديق الكنيست الإسرائيلي.

وأشارت إلى أنه "وفقاً لعدة تقارير، من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً في غضون 36 ساعة".

وذكرت أنه "وفقاً للاتفاق سينسحب حزب الله إلى الشمال من نهر الليطاني، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي جاء مع نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006".

وقالت: "بعد شهرين من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، ستبدأ مرحلة مناقشة التعديلات الحدودية، إذ سيعين كل من لبنان وإسرائيل ضابطاً رفيعاً، للإشراف على تنفيذ الاتفاق".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جُلّ مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفاً وكثافة، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الاثنين.

ويردّ حزب الله يومياً بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً