تابعنا
طالبت أصوات من داخل الحزب الديمقراطي، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالانسحاب من السباق الرئاسي، بعد مناظرته الخميس الماضي، مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب، إذ حذرت شخصيات بارزة من داخله، يوم الثلاثاء الماضي، من اتجاه الحزب نحو الهزيمة.

ووفق تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية قبل 3 أيام، بدأ كبار القادة الديمقراطيين ومستشاري بايدن في "التفكير بجدية في كيفية التصرف في حالة اضطرارهم لمواجهة غير مسبوقة في المؤتمر الوطني الديمقراطي"، الذي سينعقد في شيكاغو بين 19 و22 أغسطس/آب المقبل.

ونقلت بلومبرغ أن "تعثر بايدن"، أثار قلق المعسكر الديمقراطي ووصل الأمر إلى إمكانية الحديث عن مرشح رئاسي جديد من المؤتمر الديمقراطي المقبل.

كما أظهر استبيان أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع شركة إبسوس، انتهى يوم الثلاثاء، أن واحداً من بين كل 3 ناخبين ديمقراطيين يعتقد بوجوب انسحاب بايدن من انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد المناظرة التي جمعته بمنافسه الجمهوري ترمب.

وحسب استطلاع لشبكة CBSNews أجرته بعد يومين من المناظرة بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، يرى 75% من الناخبين أن بايدن يجب أن لا يترشّح للرئاسة، بينهم نحو 45% من الديمقراطيين المستطلَعين.

سيناريوهات استمرار بايدن

أثار تعثر الرئيس جو بايدن في مناظرة الأسبوع الماضي مناقشات بشأن إمكانية إعادة ترشحه مرة أخرى أو ترشيح شخص جديد من المؤتمر الديمقراطي الذي ينظَّم الشهر المقبل، وهو مشهد سياسي لم يحدث منذ عام 1952، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرغ.

وذكر التقرير الذي نشرته الوكالة، الاثنين الماضي، وجود أن أكثر من سيناريو متاح أمام الحزب الديمقراطي لاستكمال التنافس الانتخابي في مواجهة ترمب، سواء في حالة بقاء بايدن أو انسحابه.

وفي حالة استمرار بايدن في السباق ونجاحه ضد المرشح الجمهوري، سيكون الأمر أسهل عليه وعلى حزبه، الذي سيتمسك به ويعيّن كامالا هاريس نائبةً له، وفق توقعات بلومبرغ.

أما إذا لم يقدر على مواصلة مهامه رئيساً للولايات المتحدة بعد نجاحه، وأعلن ذلك قبل اجتماع الهيئة الانتخابية، فإن ناخبي بايدن سييختارون مرشحا بديلاً، وعلى الأرجح ستكون أيضاً هاريس، وفي حالة إعلانه عدم مقدرته بعد اجتماع الهيئة الانتخابية، تُنصب نائبته رئيسة للولايات المتحدة بدلاً عنه.

ماذا لو انسحب بايدن من السباق الرئاسي؟

قالت عضو اللجنة الوطنية الديمقراطية، إيلين كامارك، في مقابلة لها مع وكالة رويترز في 30 يونيو/حزيران الماضي، إن الحزب لم يكن لديه خطة بديلة حقيقية لمرشح رئاسي غير بايدن، إذ ترشح من دون معارضة تقريباً من الحزب للرئاسة هذا العام.

ولفتت كامارك إلى أن بايدن لم يُرشح رسمياً حتى الآن، "لذا لا يزال يوجد وقت لإجراء تغيير، وعدد قليل من السيناريوهات لتنفيذه، إذ يمكن أن يقرر بايدن التنحي قبل ترشيحه؛ أو قد يتحداه آخرون في محاولة بالفوز بالمندوبين الذين جمعهم، أو يمكن أن ينسحب بعد المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو في أغسطس/آب".

وفي حالة قرر بايدن الانسحاب من الترشح، بعد تعيينه في المؤتمر الوطني الديمقراطي، تضيف مارك :"حينها سيجتمع رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، جيمي هاريسون، ويتشاور مع أعضائها البالغ عددهم 435 ويختار مرشحين بديلين للرئيس ونائب الرئيس".

أما في حال استمرت الدعوات ضد ترشحه ولم يتمكن بايدن من تجاوزها، تفيد وكالة بلومبرغ، بأنه في ذلك المؤتمر، يعلن آخرون عن رغبتهم في الترشح ويجمعون 600 توقيع من المندوبين. وعلى أثر ذلك، يُعين المرشح الرئاسي ونائبه، من بين المرشحين الذين نالوا أكبر قدر من التوقيعات.

وتترك قواعد الحزب الديمقراطي الباب مفتوحاً أمام إمكانية أن ينافس بايدن ديمقراطي آخر في المؤتمر المرتقب، ولكن ستكون هناك عقبات كبيرة لا يمكن أن تخدم الحزب، وفق بلومبرغ.

ويُذكر أنه في حالات الطوارئ، يمكن للديمقراطيين تبديل مرشحهم حتى بعد مؤتمرهم، أي بعد ترشيحه رسمياً.

الخوف من استبدال بايدن

وعلى النقيض من دعوات انسحاب بايدن، يدافع فريق من كبار قادة الحزب الديمقراطي عن بقائه في السباق، إذ أبدى أحد كبار المسؤولين الديمقراطيين، لـCNN الأمريكية قلقه إزاء ما قد يحدث إذا تنحى الرئيس بايدن عن منصبه، قائلاً: "سيكون إعصاراً من الفئة الخامسة.. الناس لا يفهمون الدمار الهائل الذي سيخلِّفه".

وقال أكثر من عشرين مسؤولاً ديمقراطياً رفيع المستوى وناشطون سياسيون ومانحون مرتبطون ببايدن، طلب عديد منهم عدم الكشف عن هويتهم في حديثهم مع الصحيفة الأمريكية، إنهم "مرعوبون من كل سيناريو تقريباً".

سواء كان المضي قدماً مع بايدن، أو ترشيح كامالا هاريس، أو شخص آخر، "ففي هذه الحالة ستُهزم أول نائبة رئيس سوداء، وسنعيش ليالي طويلة من بطاقات الاقتراع المتعددة التي تفيض بالخلافات الآيديولوجية والشخصية على التليفزيون الوطني".

ولن يكون لأي من هذه التوقعات أي أهمية إذا لم يتنحَّ الرئيس الذي ظل متمسكاً بموقف اعتذاري ولكن ظهر متحدياً في العلن، فيما قال في السر إنه يدرك مدى سوء أدائه، ولكنه لا يزال يعتقد أن ترشحه هو السبيل الوحيد للمضي قدماً، حسب ما ذكرته صحيفة CNN.

وبما أنه فاز في جميع الانتخابات التمهيدية، فهو يسيطر على معظم المندوبين، ما يعني أنهم لا يستطيعون التصويت لشخص آخر إلا إذا قرر بايدن الانسحاب.

سوابق تاريخية لتغيير المرشح الديمقراطي في اللحظة الأخيرة

لا توجد سابقة دقيقة لاستبدال مرشح رئاسي أو مرشح مفترض رغماً عنه، وكان آخر رئيس اختار طواعية عدم الترشح لفترة أخرى في منصبه هو ليندون جونسون، الذي انسحب من سباق عام 1968 بعد أن بدأت الانتخابات التمهيدية بالفعل ولكن قبل أن يتلقى الترشيح رسمياً.

وبعد أربع سنوات، انسحب توماس إيغلتون، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، من ولاية ميسوري من السباق، بعد كشفه عن خضوعه لعلاج نفسي. وفي الأسبوع التالي، عقدت اللجنة الوطنية الديمقراطية اجتماعاً لاختيار سارجنت شرايفر، صهر الرئيس الراحل جون ف. كينيدي، ليحل محله.


TRT عربي
الأكثر تداولاً