اقتحام قوات تابعة لإدارة السجون الإسرائيلية لقسمي 19 و20 من سجن عوفر / صورة: AA Archive (AA)
تابعنا

وأشار البيان إلى أن زيارة المحامين لمعتقلي غزة في معسكر عوفر أوضحت "الأوضاع والظروف المأساوية والروايات الصادمة، وعمليات التنكيل والتّعذيب التي يتعرضون لها المعتقلون"، كما كشفت عن "حرمانهم من حقوقهم الذي يندرج في إطار سياسات التعذيب التي أصبحت ممنهجة".

وذكر البيان أن الأسرى تحدثوا عن أساليب الإذلال التي تنتهجها إدارة المعسكر، ومنها إجبارهم على "الهتاف بكلمة شكراً للكابتن (مسؤول السجن) باللغة العبرية، ومن لا يمتثل لذلك يتعرض لاعتداء وعقاب".

وكشفت زيارة المحامين لسجن عوفر عن "استمرار حرمان المعتقلين من حقّهم في العلاج والرعاية الصحية، وإجبارهم على وضعيات جلوس مهينة ومذلّة، إلى جانب بدء معاناة المعتقلين من البرد خاصة في ساعات الليل، لعدم توفر ملابس وأغطية"، وفق البيان.

وأضاف أن كل ما نُقل عن أسرى غزة على مدار الشهور الماضية وحتّى اليوم، يؤكّد أنّ "رغبة الانتقام تسيطر على سلوك الجنود والسجانين، بل إنهم يتسابقون على من يكون أكثر وحشية بحقّ المعتقلين".

وأوضحت المؤسستين أنه "حتّى اليوم (الخميس) ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية (على غزة)، لا يوجد تقدير واضح لعدد المعتقلين من القطاع في سجون ومعسكرات الاحتلال، الذين يقدرون بآلاف، منهم عشرات النساء والأطفال وكبار السن، إلى جانب حملات الاعتقال التي طالت الأطقم الطبيّة".

وحذر البيان من أن "هذه الجرائم أدت إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، بالإضافة إلى عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين"، في ظل استمرار منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم.

وبيّن أن "آخر معطى صدر عن إدارة السجون الإسرائيلية بشأن معتقلي غزة، يشير إلى أن عددهم بلغ 1618 حتى بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في حين لا تتوفر معلومات عن مصير من اعتُقلوا مؤخراً في شمال غزة وما زالوا رهن الإخفاء القسري".

ومنذ بدء الغزو البري لقطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأفرج عن عدد ضئيل منهم لاحقاً، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً وسط شهادات عن عمليات تعذيب ممنهج بحق الأسرى.

وسبق أن أطلق الاحتلال سراح جزء ضئيل من معتقلي غزة في سجونها، إذ ظهرت عليهم علامات التعذيب، وبدت أجسادهم هزيلة، فيما خرج بعضهم مصاباً بأمراض نفسية وعقلية جراء سياسات القمع التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة على غزة خلفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي الحرب متجاهلاً قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة ، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

TRT عربي
الأكثر تداولاً