تتجه علامتا H&M السويدية وStarbucks الأمريكية إلى مغادرة المغرب وإغلاق جميع فروعهما في المدن المغربية منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، بسبب تأثرهما بموجة المقاطعة الشعبية الغاضبة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وستغادر شركة H&M السويدية وهي واحدة من شركات الأزياء الرائدة في العالم، وعلامة المقاهي الأمريكية الشهيرة Starbucks، المغرب في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفقاً لمصادر محلية.
وواجهت العلامتان العالميتان حملة مقاطعة قوية في المغرب انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى مقاطعة كل المنتجات التي أعلنت دعمها لإسرائيل، خصوصاً المنتجات الأمريكية، احتجاجاً على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة.
وتدير "مجموعة الشايع" الكويتية H&M وSTARBUCKS إلى جانب عدد كبير من العلامات التجارية العالمية الشهيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وأوروبا تضم آلاف المحلات والمطاعم والمقاهي، ولم يصدر عن المجموعة أي توضيح بشأن الموضوع حتى الساعة.
وسبق للشركتين أن أعلنتا في وقت سابق من هذه السنة أن السوق المغربية لم تعد مغرية بشكل كافٍ، وأنها تفكر في مراجعة وضعيتها الاستثمارية خصوصاً منذ فترة كوفيد-19 عام 2019، إلا أن حملة المقاطعة زادت من حدة الأزمة الاقتصادية لدى الشركتين.
وبدت فروع الشركتين وسلاسل غربية أخرى خصوصاً مطاعم الوجبات السريعة في كبرى المدن المغربية كالرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش بلا زبائن منذ انطلاق حملات المقاطعة عشية بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي العاصمة المغربية الرباط، قال عامل في أحد فروع Starbucks إن عدد الزبناء انخفض بشكل ملحوظ منذ أسبوعين، وفق ما نقلت رويترز.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها العلامات التجارية المستهدَفة من المقاطعة لأجل الدفاع عن صورتها التجارية من خلال تقديم عروض مغرية وخاصة، استمرت حملات المقاطعة في الانتشار وامتدت في بعض الحالات خارج العالم العربي والإسلامي.
وأشارت الشركة عندما طُلب منها التعليق إلى بيان على موقعها على الإنترنت له صلة بعملياتها في الشرق الأوسط مُحدّث في أكتوبر/تشرين الأول، يفيد بأنها "مؤسسة غير سياسية" ونفت شائعات بأنها قدمت الدعم للحكومة أو الجيش الإسرائيليين، على حد تعبيرها.
وركز نشطاء على شركة Starbucks بسبب مقاضاتها نقابة عمالها على خلفية نشرها بياناً يتهم الحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك شركة ماكدونالدز، بعد أن قال وكيلها في إسرائيل إنه يقدم وجبات بالمجان لأفراد الجيش الإسرائيلي.
ويُنظر إلى بعض الشركات التي تستهدفها حملات المقاطعة في المغرب وعدد من الدول العربية والإسلامية على أنها اتخذت مواقف داعمة لإسرائيل، وأن عدداً منها مرتبط بعلاقات مالية معها أو لها استثمارات هناك.
ومع بدء انتشار الحملة في العالم العربي والإسلامي، اتسع نطاق دعوات المقاطعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، مما دفع الزبائن إلى التحول إلى البدائل المحلية.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بعد توقفها عام 2000، فيما أعربت هيئات وأحزاب وقطاعات شعبية عبر فعاليات كثيرة رفضها هذا التطبيع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.