غرق خيام نازحي غزة.. وجه آخر للإبادة الإسرائيلية / صورة: AA (AA)
تابعنا

وُلد التوأم في شهرهما الثامن بولادة مبكرة، وهي حالة شائعة بين آلاف الحوامل في غزة بسبب الظروف الصعبة التي تفرضها الحرب المستمرة منذ قرابة 15 شهراً، ولم يتمكن الرضيعان من البقاء في قسم الحضانة لفترة كافية بسبب تدمير المستشفيات ونقص المستلزمات الطبية.

ووفق شهادات عائلتهما، استيقظت الأم فجر الأحد، لتجد جسد "جمعة" متخشباً ومتحولاً إلى اللون الأزرق بسبب البرد القارس، رغم محاولاتها تدفئته ببطانية. أما "علي" فقد نُقل إلى العناية المركزة لحديثي الولادة، بمستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، لكنه لم ينجُ من المصير نفسه.

من جانبه، عبّر والد الطفلين عن قهره الشديد لفقدان توأميه في خيمة مهترئة لا تقي من برد الشتاء، لافتاً إلى أنه حاول استخدام جهاز تدفئة يعمل لساعات محدودة، لكنه لم يكن كافياً لإنقاذ حياة طفليه.

وارتفع اليوم عدد الشهداء النازحين الفلسطينيين بسبب البرد في غزة إلى 7، بينهم 6 أطفال، في ظل نقص حاد في الملابس والأغطية ووسائل التدفئة.

وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قالت المديرة الإقليمية لـ"يونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خُضُر، إن ما لا يقل عن 4 آلاف رضيع قد انقطعوا عن رعاية الأطفال حديثي الولادة المنقذة للحياة في العام الماضي بسبب الهجمات المستمرة على المستشفيات التي تحاول بجد إبقاءهم على قيد الحياة.

وأشارت إلى أن قطاع غزة وقبل بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان يضم نحو 8 وحدات للعناية المركزة لحديثي الولادة بإجمالي 178 حاضنة، لافتةً إلى أن هذا العدد لم يكن كافياً أصلاً لتلبية الطلب المرتفع على رعاية الأطفال الخدج.

وبيَّنت أن الحرب تسببت في تدمير 3 من وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة كلها في الشمال، حيث انخفض عدد الحاضنات بنسبة 70 بالمئة إلى نحو 54 واحدة في جميع أنحاء القطاع.

ويعيش النازحون الفلسطينيون داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ظروفاً إنسانية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية من المياه والطعام، فضلاً عن نقص حاد في الملابس والأغطية السميكة ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلَّفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلةً مذكرتَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً