وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "الإدارة الأمريكية بالتدخل بشكل فوري لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في مدينة القدس، ووقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة والاعتداءات في الضفة الغربية، إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه".
وأشار أبو ردينة إلى أن هذه الاستفزازات "تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تشنها حكومة الاحتلال المتطرفة بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس"، مشدداً على أن "السلام والأمن في المنطقة بأسرها لن يكونا دون حل عادل لقضيتنا وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية".
وفي وقت سابق من اليوم قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن "المستوطنين يقتحمون المسجد على شكل مجموعات كبيرة بحراسة الشرطة". وأضافت أن "نحو 2250 مستوطناً اقتحموا المسجد منذ صباح اليوم".
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، اقتحم المسجد الأقصى. في حين قالت مصادر صحفية إن وزير شؤون النقب والجليل، يتسحاك فاسرلوف، من حزب "عظمة يهودية"، شارك في الاقتحامات. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن عضو الكنيست عن حزب الليكود، عميت هليفي، كان بين مقتحمي الأقصى صباح الثلاثاء.
وقال بن غفير خلال اقتحامه إن إسرائيل تحقق "تقدماً كبيراً في سيادتها" على المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن سياسة الحكومة هي السماح لليهود بالصلاة فيه.
ولقي اقتحام بن غفير ردود فعل غاضبة في إسرائيل، إذ انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، اقتحامه قائلاً: "هؤلاء الناس لا يستطيعون إدارة البلاد"، فيما وصف وزير الأديان الإسرائيلي، ميخائيل ملكيالي، اقتحام مستوطنين الأقصى بأنه "استفزاز غير ضروري" لدول العالم.
ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بن غفير بشأن السماح للمستوطنين بالصلاة في الأقصى قائلاً إن "وضع السياسات في الحرم القدسي يخضع مباشرة للحكومة ورئيسها ولا سياسة خاصة لأي وزير في الحرم القدسي".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، الثلاثاء، إن "الأردن يدين اقتحام وزيرين إسرائيليين متطرفين المسجد الأقصى ويعتبره خرقاً فاضحاً للقانون الدولي".
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل". وأمس الاثنين، نظم عشرات المستوطنين مسيرة أعلام إسرائيلية في محيط أسوار البلدة القديمة في القدس لهذه المناسبة. ومنذ 2003 سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أحادياً للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى رغم الاحتجاجات المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية.
وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وخصوصاً شمالي الضفة، كما وسع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ شرين الأول الماضي حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.