وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأورد الشريف، في مقابلة مع TRT عربي، أن الخرطوم تلقت بترحيب كبير مقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف الحرب في السودان، مضيفاً أن أردوغان "له دور وتاريخ كبير في الوساطات وحل النزاعات".

وتابع المسؤول السوداني "نتوقع وصول مبعوث تركي من الرئيس أردوغان لشرح مضامين مقترح وقف الحرب خلال الأيام القادمة والتعرف على آليات تنفيذه".

وأكد الشريف أن تركيا أظهرت تفهماً كبيراً للأوضاع في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، مشيداً بالمواقف التركية بقيادة أردوغان، موضحاً أن أنقرة وقفت "موقفاً كريماً مع الشعب السوداني"، وأكدت دعمها لسيادة السودان وحماية مقدراته.

وأضاف أن العلاقات بين البلدين "وثيقة وتاريخية"، مشيراً إلى أن عرض الوساطة التركي مع الإمارات يعكس استمرار دعم أنقرة للسودان في هذه المرحلة الحرجة.

وكان الرئيس التركي قد أبلغ رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، استعداد بلاده للتوسط في النزاع بين الخرطوم وأبو ظبي. وجاءت هذه المبادرة في وقت اتهمت فيه الخرطوم الإمارات بدعم قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، وهو ما نفته أبو ظبي.

ووفق الشريف فإن المبادرة التركية ليست وحدها، فهناك مسار منبر جدة (بين الجيش وقوات الدعم السريع) وهو موجه إلى الجوانب الإنسانية، واتخذ قرارات في مايو/أيار 2023.

واستدرك: "لكن لم تلتزم المليشيا المتمردة (الدعم السريع) تنفيذ مخرجات جدة (..) ولا عودة لمسار جدة إلا بتنفيذ المليشيا لمخرجاته، وعلى رأسها الانسحاب من المواقع التي تحتلها".

ومنذ 6 مايو/أيار 2023 رعت السعودية والولايات المتحدة محادثات بين طرفي الحرب، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة، ونصَّ الاتفاق على حماية المدنيين والخروج من الأعيان المدنية، إضافة إلى إعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل الطرفان الاتهامات، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

وبخصوص علاقات السودان مع تركيا، قال الشريف إنها "متميزة" وإن التعاون يمتد في مختلف المجالات، ويلعب دوراً كبيراً جداً في صمود الشعب والجيش السوداني وفي الانتصارات التي تتحقق.

وأردف وزير الخارجية السوداني: "في الوقت الذي نخوض فيه المعركة، نقول أيضاً إننا منفتحون على أي جهود لإنهاء الحرب والتوصل إلى سلام دائم والوصول لاستقرار السودان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

واستدرك: "لكن هناك شرطين أساسيين لهذا السلام، الأول هو أن تنتهي كل الجيوش ويكون هناك جيش واحد للسودان، والثاني ألا يكون لقادة الدعم السريع ومَن وقفوا معهم أي دور سياسي في مرحلة السلام".

وشدد الشريف على أن "هذا شرط أساسي، متروك للشعب السوداني أن يحدد مَن يحكمه بعد أن تستقر الأوضاع وتنتهي فترة انتقالية بانتخابات حرة ونزيهة".

وبشأن الخلاف مع الإمارات، قال الشريف إن "تقرير لجنة الخبراء في مجلس الأمن المُشَكَلَة بموجب القرار 1591، هو الذي أشار إلى أن الإمارات تقدم مساعدات عسكرية (للدعم السريع) عبر مطار في تشاد".

وأضاف: "بعد ذلك حدثت دراسات إحصائية عديدة قامت بها مؤسسات أمريكية وغربية، وأوضحت أن هذا الدعم يأتي من الإمارات".

وأكد المتحدث أن السودان تربطه "علاقات طيبة جداً" مع الإمارات، وشارك العديد من السودانيين في نهضتها.

الشريف أعرب عن تمنياته بأن "تنجح بعض المبادرات، وبينها مبادرة الرئيس التركي القائد الحكيم المحنك الذي أبدى استعداده، بعد نجاح وساطته بين إثيوبيا والصومال، للتوسط بين السودان والإمارات".

ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق بيانات أممية ومحلية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً