وقالت المنظمة في بيان لها، إن الدبابات الإسرائيلية دخلت الضفة الغربية للمرة الأولى منذ عقدين، ما يثير قلقاً بالغاً حول الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.
ولفتت إلى أن "جيش الاحتلال هدم أعداداً كبيرة من المنازل والبنى التحتية الحيوية، منها كيلومترات من شبكات الصرف الصحي وأنابيب المياه في جنين"، مشيرة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي تركز على شمال الضفة الغربية هي الأطول منذ الانتفاضة الثانية.
وتفيد تقارير الأمم المتحدة بأن المخيمات الفلسطينية في جنين، نور شمس، وطولكرم أصبحت "شبه غير صالحة للسكن"، بعد أن هدم الجيش الإسرائيلي أعداداً كبيرة من المنازل والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي وأنابيب المياه في جنين.
وفي السياق نفسه، حذر يسرائيل كاتس، الذي شغل منصب وزير الخارجية الإسرائيلي، من أن إسرائيل يجب أن تتعامل مع "التهديد في الضفة الغربية" بالطريقة نفسها التي تعاملت بها مع "البنى التحتية الإرهابية في غزة"، بما في ذلك تهجير الفلسطينيين مؤقتاً.
بينما توعد وزير الإدارة المدنية بوزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش، بأن سكان الضفة الغربية قد يواجهون مصيراً مشابهاً لذلك الذي واجهه سكان غزة، في إطار ما وصفه البعض بمخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية بشكل كامل.
دعوات لوقف العدوان
من جهتها، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدول إلى التحرك من أجل منع المزيد من الفظائع بحق الفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة، عبر فرض عقوبات موجهة على المتورطين في الانتهاكات المستمرة، وتعليق بيع الأسلحة إلى إسرائيل، وحظر التجارة مع المستوطنات غير الشرعية.
كما دعا مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إلى وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شمال الضفة الغربية، الذي أسفر عن مقتل 63 فلسطينياً منذ 21 يناير/كانون الثاني 2024، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف وتدمير واسع في المنطقة.
وفي سياق متصل، أعربت فرنسا عن قلقها إزاء التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن الاعتداءات على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وطوباس قد أسفرت عن استشهاد العديد من المدنيين، ودعت السلطات الإسرائيلية إلى تطبيق أقصى القيود على استخدام القوة وحماية المدنيين، بما يتماشى مع القوانين الإنسانية الدولية.
تضييق على كنائس القدس الشرقية
وفي الشأن نفسه، حذر الاتحاد الأوروبي من أي محاولة لتغيير الوضع القائم في القدس الشرقية، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للمدينة وحماية أماكنها المقدسة. وأكد أنه يجب أن يتمكن المصلون من الوصول بحريّة إلى المسجد الأقصى، محذراً من عواقب أي محاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع.
كما أشار الاتحاد في بيان له إلى الإجراءات الإسرائيلية المشددة للحد من الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بما في ذلك تخصيص تصاريح دخول محدودة للنساء والرجال فوق 50 عاماً من سكان الضفة الغربية، ما يثير قلقاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والعالمية.
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيداً خطيراً على مختلف الجبهات، سواء في غزة، إذ يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية المدعومة أمريكياً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أم في الضفة الغربية، حيث تتصاعد الاعتداءات على المخيمات الفلسطينية تحت ذريعة مكافحة "الإرهاب".
ويعكس هذا الوضع واقعاً مأساوياً يعاني منه المدنيون الفلسطينيون في ظل غياب التدخل الدولي الفاعل للحد من هذه الانتهاكات المستمرة.