وأفاد المحلّل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل، بأن فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة طُرحت لأول مرة في الدائرة الرئاسية قبل عدة أسابيع، لكن تصريحات ترمب الأخيرة أضفت "لهجة أكثر واقعية" على الموضوع. وأضاف هرئيل أن ترمب يتوقع أن تتعاون دول عربية لاستيعاب المهاجرين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يدرس إمكانية أن يتولى الجيش الأمريكي مهمة إعادة الإعمار في القطاع.
ووصف هرئيل خطة ترمب بأنها "طموحة للغاية، خطيرة وغير واقعية"، متسائلًا إن كانت هذه الفكرة ستنضمّ إلى قائمة الأفكار التي طرحها ترمب فقط لتُنسى بعد فترة قصيرة. كما أشار إلى أن ترمب يعرض نفسه كشخص يقدم حلولًا غير تقليدية، ويستمتع بالحصول على الثناء على أفكاره الجريئة.
وركّز هرئيل على تهديدات ترمب المتكررة في قضايا أخرى، مثل تهديده كوريا الشمالية في 2018، الذي تغير فجأة بعد لقائه الزعيم كيم جونغ أون، مما يعكس تصرفات ترمب غير المتوقعة في بعض الأحيان. كما أشار إلى تهديدات ترمب الأخيرة تجاه كندا والمكسيك، التي تأجَّل تنفيذها بعد مبادرات لتهدئة الرئيس الأمريكي.
ورغم معارضة الأردن ومصر لهذا المقترح، إضافة إلى تأكيد السعودية دعم إقامة الدولة الفلسطينية، يظلّ اهتمام ترمب بتشجيع الهجرة من غزة قائماً، مما يعكس تصاعد التوترات حول مستقبل القطاع.
من ناحية أخرى، ذكر هرئيل أن تصريحات ترمب بشأن تولي الولايات المتحدة مهمة إعادة الإعمار في غزة تشير إلى احتمال نشر جنود أمريكيين في المنطقة، وهو ما يتناقض مع تصريحات ترمب السابقة عن رغبته في إنهاء التدخلات العسكرية الأمريكية.
على الصعيد الإسرائيلي، اعتبر المحلل أن خطة ترمب قد تعزز موقف نتنياهو السياسي، إذ هنَّأه جميع شركاء الائتلاف من اليمين المتطرف بعد تصريحاته الأخيرة، كما أشار إلى أن هذه الخطوة قد تمنح نتنياهو الفرصة للانتقال إلى مرحلة ثانية في صفقة التبادل مع حماس.
وفي ما يتعلق بإيران، لفت هرئيل إلى أن ترمب قد يجدّد سياسة "الضغط الأقصى" على طهران، لكنه في الوقت نفسه يهدف إلى بدء مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق نووي، بما يتوافق مع توجهات نتنياهو في هذا السياق.
في سياق متصل، أشاد عاموس يدلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، بخطة الرئيس الأمريكي، لكنه اعتبر أن فرص نجاحها "ضئيلة للغاية".
وفي مقابلة مع إذاعة "103fm" قال يدلين: "الخطة جيدة للإسرائيليين، وأتمنى أن تتحقق". وأكّد أن ترمب يولي أهمية كبيرة لقضية إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، وهي قد تكون أكثر أهمية له منها للضيوف الذين كانوا معه في المؤتمر.
يُذكَر أن ترمب أعلن في مؤتمر صحفي مع نتنياهو عن خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة، مع إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة الإعمار، وتوقع أن يكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس بعد بدء اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، يتضمن ثلاث مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.