وأبلغت حكومة بنيامين نتنياهو المحكمة العليا الإسرائيلية (أعلى سلطة قضائية) بأنها لن تسمح للقطاع الخاص بإدخال المواد الغذائية إلى غزة، وفق صحيفة هآرتس العبرية، مساء الثلاثاء.
وجاء القرار في أعقاب التماس تقدمت به منظمات حقوقية إسرائيلية، طالبت بفتح ممرات لإدخال شحنات المساعدات بشكل أسرع، وذلك لتجنب تفشي المجاعة في القطاع.
وتعكس هذه الخطوة استمرار الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ أكثر من 18 عاماً، إذ تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب فرض قيود صارمة على المعابر.
من جهة أخرى، اعتبرت منظمات الإغاثة أن السماح للقطاع بإدخال الغذاء سيكون الحل الأنسب لضمان وصول المواد الغذائية إلى المواطنين، وقالت هآرتس: "منظمات الإغاثة مقتنعة بأن إدخال البضائع إلى قطاع غزة عبر السوق الخاصة هو أفضل وأسرع وسيلة لضمان انخفاض أسعار المواد الغذائية في قطاع غزة ومنع المجاعة".
وطلبت المنظمات من المحكمة أن تأمر الحكومة والجيش بالسماح بالمرور الحر والسريع لجميع شحنات المساعدات والمعدات والعاملين في المجال الإنساني. كما طلبت زيادة كمية المساعدات والبضائع التي تدخل غزة بشكل كبير، للحيلولة دون مجاعة وكارثة إنسانية، وفق الصحيفة.
زيارة مفاجئة
وبعد يوم من قصف تل أبيب بصاروخ ثقيل فشلت في اعتراضه، أجرى نتنياهو، مساء الثلاثاء، زيارة مفاجئة إلى محور نتساريم بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وسط تصاعد ضغوط أهالي المحتجزين للمطالبة بصفقة تبادل مع حركة حماس لإعادة ذويهم.
وفي وقت سابق الثلاثاء، رفض نتنياهو طلباً من فريق التفاوض بتوسيع صلاحياته لتمكينه من التوصل إلى اتفاق لتبادل محتجزين مع حركة حماس، وفق إعلام عبري.
وحسب القناة 13 العبرية الثلاثاء، رافق نتنياهو في زيارته لمحور نتساريم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار.
وخلال الزيارة قال نتنياهو: "حماس لن تحكم غزة. نحن نقضي على قدراتها العسكرية (...) سننتقل إلى قدراتها السلطوية والحبل على الجرار (...) حماس لن تكون في غزة"، على حد تعبيره.
وأضاف: "نبذل أيضاً جهداً من هذا المكان وفي كل مكان لتحديد مكان مختطفينا وإعادتهم. سنواصل القيام بذلك حتى نعيدهم جميعاً – الأحياء والأموات على حد سواء".
وتابع: "من يأتِ إلينا بمختطف يجد طريقاً آمناً للخروج هو وعائلته، كما سنمنح مكافأة قدرها 5 ملايين دولار عن كل مختطف".
ويصرّ نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم وسط قطاع غزة ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح (جنوب)، ورفض وقف الحرب في إطار أي صفقة لتبادل المحتجزين، فيما تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي تماماً.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود 101 محتجز إسرائيلي بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل العشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو برفض إنهاء الحرب والانسحاب من غزة خشية انهيار ائتلافه الحكومي، في ظل تهديد وزراء متطرفين بالانسحاب منها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.