وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس الأحد، في بيان رسمي، موقفها الرافض لأي محاولات تستهدف المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان وضم الأراضي، أو تهجير السكان من قطاع غزة.
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء بشكل مؤقت أو دائم، يمثل تهديداً لاستقرار المنطقة ويزيد تعقيد الصراع، مما يقوض فرص تحقيق السلام والتعايش بين شعوبها.
ودعت المجتمع الدولي إلى العمل بجدية على تنفيذ حل الدولتين، بما يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل أراضيها الوطنية، مع ضمان وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية.
وفي السياق نفسه جدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تأكيد موقف بلاده الرافض لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين.
وخلال مؤتمر صحفي، أمس الأحد، شدد الصفدي على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، مشيراً إلى أن الأردن لن يقبل بأي حلول للقضية الفلسطينية تأتي على حساب مصالحه الوطنية.
وفي هذا الصدد أشادت حركة حماس، أمس الأحد، بالموقف الرافض لكل من مصر والأردن لدعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب التي تطالب بتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم، واصفة هذا الموقف بـ"الأصيل".
وقالت في بيان : "نثمّن الموقف الأصيل لمصر والأردن الرافض لتهجير شعبنا الفلسطيني أو تشجيع نقله أو اقتلاعه من أرضه تحت أي ذريعة أو مبرر"، مؤكدة تمسُّك الشعب الفلسطيني بأرضه، ورفضه القاطع لأي شكل من أشكال النزوح أو الترحيل.
كما عبّرت الجامعة العربية، مساء الأحد، عن رفضها أي "محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان"، مؤكدة أنه "لا يمكن أن يُسمى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسراً سوى أنه تطهير عرقي".
كذلك أعربت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، عن رفضها لمشاريع تهجير الفلسطينيين من غزة، معتبرة ذلك "تجاوزاً للخطوط الحمراء".
من جهتها قالت اللجنة المركزية لحركة فتح في بيان إنها ترفض بشكل قاطع "محاولات تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه، التي أجمع العالم على أحقيتهم في إقامة دولتهم عليها".
بدوره أدان حزب الشعب الفلسطيني في بيان تصريحات ترامب، واعتبرها "دعماً صريحاً لجريمة الإبادة وتكريساً للسياسات الاستعمارية والفاشية لدولة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلية".
وفي السياق أعربت النقابات والاتحادات الشعبية الفلسطينية، في بيان مشترك، عن رفضها "بكل قوة" تصريحات الرئيس الأمريكي، مضيفة أن الشعب الفلسطيني "سيبقى صامداً في أرضه ووطنه مدافعاً عن حقوقه وحريته واستقلاله".
والسبت، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تصريحات للصحفيين، إلى نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعاً بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، الذي شنّت عليه إسرائيل حرب إبادة طَوال أكثر من 15 شهراً.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. ويتكون الاتفاق من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025 إبادة في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.