ويعيش النازحون الفلسطينيون في غزة ظروفاً إنسانية صعبة داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون، ويعانون من نقص حاد في المستلزمات الأساسية مثل الماء والطعام، فضلاً عن قلة الملابس والأغطية والوسائل اللازمة للتدفئة في فصل الشتاء.
ولجأ هؤلاء النازحون إلى الخيام بعد أن دمرت قوات الاحتلال منازلهم وأجبرتهم على النزوح إلى المناطق الواقعة قرب محور "نتساريم" في جنوب القطاع، الذي أنشأه الجيش مع بداية عمليته البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الواقع الصحي في شمال القطاع كارثي، فالمساعدات الطبية التي تدخل إلى القطاع في حدها الأدنى وكثير من المستلزمات غير متوفرة، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع جهات دولية لإعادة تشغيل المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع.
ومواصلة لحرب الإبادة، استهدف جيش الاحتلال فجر الاثنين، مناطق متفرقة من قطاع غزة استُشهد على إثرها 14 فلسطينياً وأُصيب آخرون.
وأفادت مصادر طبية بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً لعائلة بركات في محيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين، كما استُشهدت امرأة وطفل في قصف مماثل على منزل يؤوي نازحين في حي الدرج وسط المدينة، وعدة إصابات جُلُّهم من الأطفال وكبار السن وعدد من المفقودين.وشهدت المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة قصفاً مدفعياً كثيفاً، بينما واصل جيش الاحتلال تدمير المباني السكنية في حي الزيتون جنوب شرق غزة. وفي شمال القطاع، أسفرت غارات إسرائيلية عن استشهاد شابَّين توأمين جراء القصف المتواصل.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 15 شهراً، استهدفت مدفعية الاحتلال مزارعَيْن في أثناء نومهما في حقلهما، وتعرض الشاطئ أيضاً لقصف من سلاح بحرية الاحتلال. واستُشهدت الطبيبة ثبات سليم، التي تعمل متطوعة في مستشفى شهداء الأقصى، جراء قصف الاحتلال منزلاً بالمخيم.
في سياق متصل، أُصيب عدد من الفلسطينيين الاثنين، جراء إطلاق مسيّرات إسرائيلية قنابل على مدرسة تؤوي نازحين.
وأفاد شهود عيان بأن طائرات إسرائيلية مُسيّرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت عدة قنابل على مدرسة تؤوي نازحين في المخيم الجديد شمال غرب النصيرات. وقالوا إن عدداً من الفلسطينيين أُصيب جراء هذه القنابل التي سقطت عليهم دون سابق إنذار. وأشاروا إلى حالة من الخوف والهلع في صفوف النازحين الموجودين بهذه المدرسة.
وفي جنوب القطاع، استُشهد 3 فلسطينيين جراء قصف طائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية من نوع "توك توك" شمال مدينة رفح. وأسفرت غارة على مركز شرطة "أصداء" بمدينة خان يونس عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر. واستُشهد في غارة أخرى فلسطينيان وأُصيب آخرون إثر استهداف تجمع مدني في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتُواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
