أوضح المرصد (مقره جنيف) في بيان، أن "إسرائيل تعمل على إخراج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة من خلال الاستهداف المتكرر، و فرض حصار خانق، وقتل وإصابة المرضى والطواقم الطبية، في إطار سعيها لتدمير مقومات الحياة وتهجير الفلسطينيين قسراً".
وأضاف: "قوات الاحتلال واصلت هجماتها ضد المدنيين ببيت لاهيا شمال غزة فجر اليوم (الجمعة)، وشنت غارات استهدفت المنازل والشوارع قبل حصار مستشفى كمال عدوان، الذي يعمل جزئياً مع مستشفيين آخرين".
وتابع المرصد أنه وثق استخدام الجيش معتقلين فلسطينيين دروعاً بشرية، وأرسلهم تحت التهديد إلى مستشفى كمال عدوان لإبلاغ الإدارة بضرورة إخلاء النازحين والتوجه نحو القوات الإسرائيلية، وعند وصولهم، اعتقلت القوات عدداً منهم و أجبرت البقية على النزوح باتجاه حاجز لهم ومنه إلى غزة.
وذكر أن "قوات الاحتلال أجبرت الوفد الطبي الإندونيسي المتطوع في مستشفى كمال عدوان على الخروج منه دون سياراتهم التي قدموا بها".
وحسب المرصد "استمر الهجوم العسكري في محيط مستشفى كمال عدوان لعدة ساعات، قبل أن ينسحب من المنطقة، ليتبين وجود ما بين 30 و50 قتيلاً في الشوارع والمنازل المجاورة للمستشفى".
وأكد شهود للمرصد أن عمليات البحث عن شهداء ومصابين في محيط المستشفى لا تزال متواصلة، ما يرفع التوقعات بزيادة أعداد الضحايا في المنطقة.
ووفق توثيق المرصد، جاء الهجوم الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان بعد أقل من 24 ساعة من استهدافه بقنابل من طائرات "كواد كابتر"، ما أسفر عن استشهاد الطفل محمود أبو العيش (16 عاماً) وهو على كرسي متحرك، وإصابة 12 آخرين من المرضى والمرافقين والطواقم الطبية.
كما تعرض المستشفى لأكثر من 10 استهدافات مباشرة الأسبوع الماضي، أسفرت عن إصابة أكثر من 22 شخصاً، بينهم عدد من الطواقم الطبية.
المستشفى الإندونيسي
وأكد الأورمتوسطي أن "القوات الإسرائيلية قصفت الخميس المستشفى الإندونيسي في جباليا، حيث استهدفت خزانات المياه، وتسببت بإصابة ثلاثة من مرافقي المرضى، وسبق ذلك استهداف مستشفى العودة في جباليا وقصف طوابقه العلوية".
وطالب المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى مستشفيات شمال غزة، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء والطواقم الطبية، وضمان حماية المرضى والطواقم وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية".
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مجدداً شمال قطاع غزة، ويقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلاله وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه والاستيطان فيه.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.