وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إنّ عدد الضحايا ارتفع إلى 33 شهيداً وعشرات الجرحى بعد أن قال مصدر طبي في مستشفى العودة لوكالة فرانس برس إنّ المستشفى استقبل 22 شهيداً، فضلاً عن 70 جريحاً، عقب ضربة طالت منطقة تل الزعتر في المخيم.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أفاد في بيان بأن المجزرة وقعت عندما قصف جيش الاحتلال عبر الجو عدة منازل لعائلات الحواجري، ونصار، وأبو العيش، في حي تل الزعتر بجباليا. وأضاف المكتب أن هذه "المذبحة راح ضحيتها 33 شهيداً، بينهم 21 امرأة، والعدد مرشح للزيادة"، لافتاً إلى أن "عديداً من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض"، معتبراً أن هذه "المجزرة جاءت بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية ومن بعض الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا".
وفي غضون ذلك قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مستشفيي العودة والإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، فيما تفرض آليته العسكرية منذ ساعات حصاراً على "الإندونيسي" وقطعت التيار الكهربائي عنه، ما يهدد حياة نحو 40 مريضاً وجريحاً يوجدون فيه.
وحاصرت قوات الاحتلال منذ فجر اليوم مستشفى الإندونيسي واستهدفت كل من يتحرك في محيطه. وقالت مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن دبابات الاحتلال حاصرت المستشفى، وأطلقت قذائفها نحو مرافقه، كما توقف المولد الكهربائي عن العمل بسبب إطلاق النار صوب المستشفى.
وحسب ما رواه شهود عيان لوكالة الأناضول، حاصرت قوات الاحتلال 4 مراكز تؤوي آلاف النازحين في محيط مستشفى الإندونيسي، كما قصفت دبابات الاحتلال الطابقين الثاني والثالث، وهدمت جزءاً من سور المستشفى.
وقال مدير مستشفى الإندونيسي إن دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام المستشفى وتحاصره من جميع الجهات والطواقم الطبية والمرضى "في حالة رعب شديد"، وأضاف: "لدينا 30 مصاباً بالمستشفى، منهم 10 بحاجة إلى أجهزة أكسجين على مدار الساعة، وهُم معرضون للموت حال استمر انقطاع الكهرباء".
كما أفادت صحة غزة عن انقطاع الكهرباء بالكامل عن المستشفى الإندونيسي بشمالي القطاع بعد قصفه من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأضافت في بيان أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت الطوابق العليا من مبنى المستشفى الإندونيسي.
وفي مخيم المغازي وسط قطاع غزة استشهد 8 أشخاص وأصيب آخرون بجروح، فجر السبت في قصف الاحتلال لمنزل في المخيم يعود إلى عائلة شناعة بمخيم المغازي، وفق ما أفادت به مصادر طبية لوكالة وفا، فيما أشارت المصادر إلى أن 64 فلسطينياً استشهدوا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، 45 منهم في مخيم جباليا.
وأمس الجمعة قال مسؤول طبي في قطاع غزة إن المنظومة الصحية في المحافظة الشمالية تحت التدمير والإبادة الإسرائيلية منذ 14 يوماً، وأضاف مدير المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، خلال مؤتمر صحفي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع: "المرضى والجرحى لا يجدون علاجاً، ويموتون دون أي تدخل طبي".
وأردف: "إسرائيل تدمر محافظة شمال غزة عن بكرة أبيها وتقتل أبناء الشعب في مجازر وإبادة جماعية"، وأوضح أن مستشفيات شمال القطاع باتت غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية بسبب "كثرة الإصابات والشهداء"، لافتاً إلى أن المستشفيات هناك "لم يعُد بها متسع فيما يجري العمل بنظام الأولوية والمفاضلة".
ومساء الجمعة، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من "الوضع المتزايد الهشاشة والخطورة الذي يواجهه المدنيون في شمال قطاع غزة" حيث "تحاول العائلات البقاء على قيد الحياة في ظروف مروعة تحت قصف مكثف".
ولليوم الخامس عشر على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة والتجويع في شمال غزة، خصوصاً في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصاراً خانقاً وتجويعاً، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وبينما يدّعي الجيش الإسرائيلي أن ما يفعله في جباليا "عملية عسكرية لمنع حركة حماس من استعادة قوتها بالمنطقة"، ترافق ذلك مع بدئه في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع تعد "الأعنف" منذ مايو/أيار الماضي، في محاولة لإفراغ الشمال من سكانه وتنفيذ خطة لاحتلال المنطقة، حسب مسؤولين فلسطينيين بالقطاع.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.