وأشار دوجاريك إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج إلى ظروف إيواء مناسبة لحمايته من المطر والبرد مع اقتراب فصل الشتاء، موضحاً أن الأمم المتحدة وشركاؤها يحاولون إيصال الخيام بسرعة إلى القطاع.
ولفت دوجاريك إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين، وسرعة تزايد احتياجاتهم، مع العجز عن تلبيتها بسهولة، لا سيما بسبب الحصار الإسرائيلي في شمال غزة.
وأضاف أن "القوات الإسرائيلية لم تسمح إلا بثلث العمليات الإنسانية الـ129 المخطط لها لغزة الأسبوع الماضي"، لافتاً إلى أن العمليات الأخرى مُنعت لأسباب "أمنية ولوجستية".
مجازر متواصلة
على صعيد موازٍ، استُشهِد 5 مدنيين فلسطينيين وأُصيب عدد آخر، الجمعة، إثر غارات جوية إسرائيلية استهدفت تجمعين لمواطنين بقطاع غزة. وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن غارة لطيران مسيّر إسرائيلي استهدفت تجمعاً لفلسطينيين شرقي مخيم البريج وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة آخر.
وفي هجوم آخر بمسيّرة استهدفت تجمعاً لفلسطينيين شرقي مدينة غزة، استُشهِد 3 أشخاص وأُصيب عدد آخر، وفقاً لمصادر طبية في مستشفى "الشفاء"، التي أوضحت للأناضول أن العدد الدقيق للجرحى لم يتضح بعد.
استهداف متواصل للعاملين الصحيين
وفي سياق استهداف الاحتلال المتواصل للعاملين بالقطاع الصحي، أصيب طبيب وعدد من المراجعين، الجمعة، جراء استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، في ثاني استهداف منذ الخميس.
وقال مصدر طبي إن "الطبيب سعيد جودة وعدداً من المراجعين أصيبوا بعد إلقاء مُسيّرة إسرائيلية قنابل على مستشفى كمال عدوان"، وفقاً للأناضول.
وأضاف المصدر أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد لليوم الثاني على التوالي قصف المستشفى بشكل مباشر دون أن يأبه للخطر المحدق بالمرضى والكوادر الطبية"، وأوضح أن الوضع داخل المستشفى "كارثي للغاية"، في ظل استهداف إسرائيلي وحصار مطبق يمنع وصول الإمدادات الطبية والطعام والوقود.
والخميس، استهدفت مُسيّرات إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" مدخل الاستقبال والطوارئ ووحدة الأكسجين بالمستشفى، ما أدى إلى إصابة عدد من الكوادر الطبية والمرضى، وفق تصريح لمدير المستشفى حسام أبو صفية.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحاً برياً لشمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.