وقالت وزارة الخارجية الماليزية اليوم الخميس في بيان "تعارض ماليزيا بشدة أي اقتراح يمكن أن يؤدي إلى التهجير القسري أو نقل الفلسطينيين من وطنهم. مثل هذه الأعمال غير الإنسانية تشكل تطهيراً عرقياً وتمثل انتهاكات واضحة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
كما قالت إندونيسيا في وقت متأخر من أمس الأربعاء، إنها ترفض "أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسراً أو تغيير التركيبة السكانية للأراضي الفلسطينية المحتلة"، وطالبت وزارة خارجيتها المجتمع الدولي بضمان احترام القانون الدولي.
رفض أوروبي
في غضون ذلك، أكدت عدة دول أوروبية ضرورة الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) سبيلاً وحيداً لإنهاء الصراع وتحقيق السلام بالمنطقة.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن السلام بالشرق الأوسط يتطلب حلاً تفاوضياً قائماً على مبدأ الدولتين. وقالت: "غزة، كما هو الحال مع الضفة الغربية والقدس الشرقية، أراض فلسطينية"، محذرة من أن طرد المدنيين بالقوة يعد "انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي"، ويؤدي إلى "إذكاء المزيد من الكراهية".
وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، أن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة يشكل "انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني"، و"يمثل عائقاً أمام تحقيق حل الدولتين".
وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الفلسطينيين بغزة "يجب أن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم". وشدّد في تصريحاته أمام مجلس العموم البريطاني على ضرورة دعم المجتمع الدولي للفلسطينيين في هذه الجهود ضمن إطار حل الدولتين.
وفي مدريد، رفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بشدة فكرة السيطرة الأمريكية على غزة، وقال: "غزة هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها".
من جهته، شدّد نائب وزير الخارجية البولندي أندريه شاينا على أهمية مشاركة الفلسطينيين في عملية السلام ودعمه لحل الدولتين.
وفي ليوبليانا، انتقدت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون، في تصريحات صحفية، مخططات ترمب لغزة، ووصفتها بأنها تعكس "جهلاً عميقاً بتاريخ الشعب الفلسطيني".
وفي إدنبرة، وصف رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني أي حديث عن تهجير الفلسطينيين بأنه "غير مقبول وخطير"، وشدّد على أن معاناة الفلسطينيين بغزة يجب ألا تتفاقم من خلال خطط التهجير.
وفي بروكسل، أكدت وزارة الخارجية البلجيكية عبر منصة إكس، أن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يشكل "انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي".
بدورها، صرّحت وزارة الخارجية السويسرية بأنها تتابع من كثب تصريحات الحكومات الأجنبية، وخصوصاً الإدارة الأمريكية الجديدة، فيما يخص القضايا الدولية.
كولومبيا والبرازيل وإيران
في السياق ذاته، انتقد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الأربعاء، بشدة خطة ترمب، وقال في منشور على منصة إكس: "سيبدؤون أسوأ الحروب، وذلك لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله، ولكن شعب الله ليسوا من البيض الأمريكيين أو الإسرائيليين، فشعب الله هم البشرية".
من ناحيته، قال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، إنه لا يمكن للعقل أن يستوعب خطة ترمب الرامية لتهجير فلسطينيي قطاع غزة وإعادة توطينهم في دول أخرى.
وأفاد في تصريحات أدلى بها الأربعاء لإذاعة محلية أن "هذه الخطة لا تحمل أي معنى، لا يمكن لإنسان أن يستوعب ما قاله ترمب، وأتساءل فيما إن كان قد فكّر أين سيعيش الفلسطينيون بأي بلد غير بلدهم؟".
كما رفضت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس ما وصفته بخطة "صادمة" قدمها ترمب للسيطرة على غزة، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، إن "خطة إخلاء غزة.. مرفوضة ومدانة بشكل قاطع".
ومساء الثلاثاء، كشف ترمب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعاً أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني الماضي، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.