خيام النازحين الفلسطينيين إلى جوار مبانٍ مدمرة في غزة جراء العدوان الإسرائيلي / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وأوضح الصوفي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "لا يزال يسيطر على أكثر من 60% من أراضي المدينة، ما يمنع آلاف النازحين من العودة إلى منازلهم".

وأضاف أن النازحين ما زالوا موجودين في منطقة مواصي خان يونس ومواصي رفح جنوب غربي قطاع غزة، من دون تمكنهم من الوصول إلى أماكنهم الأصلية، في ظل غياب أي مراكز إيواء منظمة بسبب عدم تسلم المدينة الحصة المقررة من الخيام حتى اللحظة.

وأشار إلى أن أكثر من 200 ألف نازح يعيشون في العراء، في ظل ظروف إنسانية صعبة، وخاصة مع استمرار تدمير البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية.

ولفت رئيس البلدية إلى أن رفح لا تزال تتعرض لانتهاكات من جيش الاحتلال، إذ تستمر عمليات تدمير المنازل وإطلاق النار نحو المناطق المصنفة "آمنة"، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين ويعوق جهود الإغاثة والإعمار.

وتابع: "شبكة المياه مدمرة في مدينة رفح، ولم تصل المياه إلى المنازل، فضلاً عن عدم توافر المولدات أو قطع الغيار اللازمة، رغم أن البروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ينص على إدخالها".

وطالب الصوفي بتدخل دولي عاجل لوقف هذه الخروقات المستمرة، وإنقاذ سكان رفح الذين لم يلمسوا أي تحسن في أوضاعهم منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أن حياتهم ما زالت معرضة للخطر، ولا يستطيعون العودة إلى مدينتهم حتى الآن.

الوسطاء يضغطون على إسرائيل

من جهته، قال متحدث حركة حماس عبد اللطيف القانوع، في بيان اليوم الخميس: "لسنا معنيين بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصون على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملاً".

والاثنين، أعلنت "حماس" تجميد إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين مقرر الإفراج عنهم السبت المقبل، لحين وقف انتهاكات تل أبيب، والتزامها بأثر رجعي البرتوكول الإنساني للاتفاق في ظل الأوضاع الكارثية في غزة.

وأضاف القانوع أن "الوسطاء يمارسون ضغطاً لإتمام تنفيذ كامل الاتفاق وإلزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني واستئناف عملية التبادل يوم السبت".

ووفق القانوع فإن وفد "حماس" الموجود في القاهرة حالياً يركز على "معالجة العقبات التي وضعها الاحتلال، وسبل تنفيذ كامل اتفاق وقف إطلاق النار".

وشدد على أن "لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها (الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع إلى 48 ألفاً و222 شهيداً و111 ألفاً و674 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن 3 شهداء وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة، منهم اثنان انتشل جثماناهما من تحت الركام، وشهيد جديد، بالإضافة إلى 9 إصابات. وأوضحت أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، إذ تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم لنقص المعدات.

في السياق، أفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال نفذ صباح الأربعاء، عمليات نسف لمبانٍ سكنية قرب مدخل شارع السقا في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في خرق جديد ومتواصل لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل 23 يوماً.

وشارع السقا هو أقرب نقطة لمحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، حيث يتمركز جيش الاحتلال، ومن المقرر أن يبدأ انسحابه منه في اليوم 42 من وقف إطلاق النار على أن يستكمل الانسحاب بما لا يتجاوز اليوم 50.

فيما استشهد فلسطيني وأصيب آخر بجروح خطيرة، أمس الأربعاء، في قصف نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد مصدر طبي بوصول "شهيد وإصابة خطيرة" إلى مستشفى غزة الأوروبي شرقي مدينة خان يونس (جنوب)، جراء قصف إسرائيلي مجموعة فلسطينيين شرق رفح.

وقال شهود عيان، إن مسيرة إسرائيلية قصفت بصاروخ مجموعة فلسطينيين في أثناء توجههم لتفقد منازلهم في منطقة "أبو حلاوة" شرقي رفح، ما تسبب باستشهاد أحدهم وإصابة آخر بجروح خطيرة.

في المقابل، أقر جيش الاحتلال باستهدافه فلسطينيين اثنين جنوب قطاع غزة، بزعم محاولتهما تجميع طائرة مسيرة.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، إلا أن جيش الاحتلال يواصل استهداف فلسطينيين بالقصف أو إطلاق النار بمسيّراته، ما يسفر عن شهداء وجرحى.

والثلاثاء، أعلن مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش، استشهاد 92 فلسطينياً وإصابة 822 آخرين جراء استهداف جيش الاحتلال المباشر، منذ سريان الاتفاق.

وإضافة إلى الشهداء والجرحى أسفرت الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي عن أكثر من 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة في غزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً