جاء ذلك في كلمة لفيدان ضمن جلسة خاصة، اليوم الجمعة، حملت عنوان "السياسة الخارجية التركية في القرن التركي: الرؤية والأهداف والتحول"، نظمها مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (SETA) في العاصمة التركية أنقرة.
وبالإشارة إلى أهمية تأثير مؤسسات الفكر والرأي على السياسة الخارجية، أكد فيدان أن التكامل بين النظرية والتطبيق يلعب دوراً حاسماً.
وذكر فيدان أن النظرية والممارسة يجب أن تكونا متشابكتين باستمرار، وأنه ينبغي تعزيز التعاون بين المؤسسات العامة ومراكز الفكر.
وشدد الوزير فيدان بشكل خاص على أنه يتعين على تركيا إنشاء نموذجها الفريد في مجال العلاقات الدولية.
ورداً على سؤال حول نوع الرؤية التي تُعدّها السياسة الخارجية التركية للمئوية الجديدة، قال فيدان إن تركيا حققت نجاحات كبيرة في مجالات الاقتصاد والدفاع والتكنولوجيا خلال الأعوام الاثنين والعشرين الماضية، وأن هذه الإنجازات تشكل أساس القرن الجديد.
وأشار فيدان إلى أمثلة من سياسات تركيا في إفريقيا، وذكر أن بلاده تتقدم بنهج فريد في العلاقات مع الحضارات الأخرى، موضحاً أنه عند مقارنة سياسة تركيا الخارجية في إفريقيا بسياسات الدول الأخرى، فإن الفرق سيظهر بشكل أكثر وضوحاً.
وفي إشارة إلى التطورات في فلسطين ولبنان، قال فيدان إن الحرب التي شنتها إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول "وصلت الآن إلى درجة الاعتراف بها كإبادة جماعية من جميع المؤسسات و الدوائر الدولية".
وقال الوزير فيدان إن العالم يرى الآن أن هناك "مثل هذه الإبادة الجماعية" في غزة، وإن هذه الإبادة الجماعية هي عامل سيغيِّر إلى الأبد تعريف ومناقشة القضية الفلسطينية.
وشدد فيدان على أن حل الدولتين هو الطريق الأكثر واقعية، وأن الدول الغربية لا تستطيع ممارسة الضغط اللازم على إسرائيل بشأن هذه القضية.
كما انتقد الوزير فيدان صمت الغرب تجاه ما تمارسه إسرائيل في فلسطين، وطالب بضرورة إصلاح النظام الدولي.
ورداً على سؤال حول العضوية في مجموعة بريكس، قال فيدان: "هذه عملية مستمرة. لأن بريكس نفسها تتطور أيضاً. وهي أيضاً تبحث عن هوية وإضفاء الطابع المؤسسي".
وتأكيداً للقيم الوطنية في استراتيجية السياسة الخارجية التركية، قال فيدان: "نحن كتركيا بلد يعرف ما هي قيمنا الوطنية، وكيف يمكننا إنتاج سياسات تعتمد على قيمنا الخاصة، وكيف يمكننا إقامة علاقات مع الحفاظ على قيمنا في العالم الحديث".
كما تطرق الوزير إلى الاستقطاب الدولي في السياسة الخارجية، وأكد أن السياسة الخارجية التركية تدعمها قيادة سياسية قوية وتنمية اقتصادية.
