وتوغلت دبابات إسرائيلية في الأحياء الشمالية في خان يونس بجنوب قطاع غزة، اليوم الأربعاء، وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن ضربات جوية إسرائيلية أسقطت 47 شهيداً على الأقل في أنحاء القطاع.
واستشهد 20 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال وأصيب العشرات، في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال اليوم الأربعاء، بقصف خيام للنازحين في منطقة المواصي شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأكد مصدر طبي أن "شهداء مجزرة مواصي خان يونس عبارة عن أشلاء متفحمة وأجساد بلا رؤوس"، مضيفا أن جميعهم وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة.
وقال شهود عيان، إن طائرة مروحية إسرائيلية قصفت خياماً للنازحين وغرفاً من الصفيح في مواصي خان يونس، ما أدى إلى اندلاع النيران في المخيم واستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين بجراح نقلوا على أثرها إلى المستشفى.
وأضاف الشهود أن النيران التهمت عدداً من الخيام وأحرقت غرفاً من الصفيح في المخيم، إذ سارع السكان لمحاولة إخماد النيران وإنقاذ المصابين.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، إن طواقمه في رفح تعمل على إخماد حرائق نشبت في خيام النازحين بمواصي خان يونس بعد استهدافها من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت تجمعات للنازحين ومخازن مواد غذائية في منطقة المواصي التي تطلق عليها إنسانية غربي خان يونس.
في السياق نفسه، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي غرب مدينة غزة. وقال شهود، إن هناك شهداء وجرحى في قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية قرب "برج الشفاء" غرب مدينة غزة، من دون تحديد العدد.
وفي مدينة غزة، أوردت مصادر طبية أن غارة جوية إسرائيلية أخرى أصابت ثلاثة منازل، مما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين، مضيفة أنه ما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة لانتشال آخرين مدفونين تحت الأنقاض.
وقال مسعفون إن 11 شخصا استشهدوا في ثلاث غارات جوية على مناطق في وسط غزة بينهم ستة أطفال ومسعف، وأضافوا أن خمسة من الشهداء لقوا حتفهم بينما كانوا ينتظرون في طابور أمام أحد المخابز.
وأضافت المصادر ذاتها أن تسعة فلسطينيين آخرين استشهدوا بنيران دبابة في رفح جنوبي قطاع غزة.
3 مجازر و30 شهيداً خلال 24 ساعة
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى "44 ألفاً و532 شهيداً و105 آلاف و538 مصاباً" منذ بدء الحرب.
وقالت الوزارة، في بيانها الإحصائي لليوم الـ425 للحرب، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 30 شهيداً و84 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
أونروا: القطاع يواجه ظروفاً مزرية
بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الأربعاء، إن العائلات في قطاع غزة تواجه "ظروفاً مزرية" بسبب النزوح المتكرر، مجددة تأكيدها على "الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار الفوري".
وأضافت الوكالة الأممية في منشور على منصة إكس: "في دير البلح (وسط القطاع) وفي مختلف أنحاء قطاع غزة، لا تزال الأسر تواجه ظروفاً مزرية".
وأوضحت أن تلك العائلات تنزح مراراً وتكراراً بسبب الهجمات المستمرة وتبحث عن مأوى في مدارس أونروا المكتظة والخيام المؤقتة وتكافح للوصول إلى الضروريات الأساسية.
وجددت تأكيدها على "الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة وضمان الوصول من دون عوائق للمساعدات الإنسانية التي تلبي الاحتياجات المتزايدة".
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد من الغذاء والماء والدواء.
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي، ولا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوباً.
وتفرض إسرائيل إجراءات مشددة وقيود على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، بينما تمنع في أغلبية الأوقات وصولها، وسط اتهام المكتب الحكومي بغزة لإسرائيل بالتنسيق مع عصابات محلية لسرقة المساعدات الشحيحة التي تدخل القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.