الأم رانيا أبو عنزة قُتل رضيعاها التوأمان نتيجة قصف إسرائيلي في مارس/آذار الماضي بعد أن أنجبتهما في الشهر الأول من حرب الإبادة / صورة: AA (AA)
تابعنا

فبعد 11 عاماً من الانتظار والعلاج من أجل الإنجاب، أنجبت رانيا طفليها التوأمين في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولكن فرحتها لم تدُم طويلاً، إذ استُشهد وسام ونعيم بسبب غارة إسرائيلية، تركت خلفها أمّاً تَحمل شهادات ميلاد ووفاة معاً.

"لم أتمكن من إصدار شهادات ميلاد لهما وقت ولادتهما جراء حرب الإبادة الإسرائيلية"، تقول رانيا، "قضيت معهما لحظات سعادة قصيرة بعد 11 عاماً من الانتظار، لكن بعد إنجابهما استُشهدا".

وتتابع: "كنت أتمنى أن يكونا معي، وأن أشتري لهما ملابس وكل ما يحتاجان إليه، لكنّ قصفاً إسرائيلياً استهدف منزلنا وقتلهما". وتشير إلى أن "الولادة كانت مبكرة، إذ أنجبتُهما بالشهر الثامن نتيجة الخوف الذي مررت به، ووُلدا في بداية الحرب".

وأدى قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل رانيا خلال الليل، إلى استشهاد زوجها وعدد من أفراد عائلتها، بمن فيهم وسام ونعيم. وفي صباح اليوم التالي ودعت الأم المكلومة طفليها في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح.

وعن حيثيات وفاتهما، تقول الأم مسترجعة تلك المأساة: "القصف الإسرائيلي على منزلنا كان في وقت المساء إذ كنا نائمين، واستُشهد وسام ونعيم، وزوجي وعدد من أفراد العائلة، ونجوت دون أن أتعرض لأي إصابة".

"كان شعور توديعهما صعباً للغاية، فقد ودعتهما وودعت أفراد العائلة البالغ عددهم 23 شخصاً"، تضيف رانيا.

وتأمل رانيا أن تتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث واجهت صعوبات ومعاناة كبيرة على مدار أكثر من عام، ناهيك بمأساة فقدان طفليها التي لم تتمكن من التغلب عليها.

وفي يوليو/تموز الماضي، قال الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم" جراء الهجمات التي تشنّها إسرائيل على القطاع.

ومنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 ألفاً و927 طفلاً، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي إنهاءها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً