وأشارت وزارة الصحة إلى ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع إلى 45 ألفاً و936 شهيداً و109 آلاف و274 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفتت في بيانها الإحصائي اليومي إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر.
وإلى جانب الضحايا، تسببت الإبادة الإسرائيلية المدعومة أمريكياً في فقدان ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وفي أحدث هجوم إسرائيلي، استُشهد 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف استهدف مصلى داخل مركز إيواء بجباليا بمحافظة الشمال، حيث يشن الجيش عملية عسكرية منذ أكثر من 3 أشهر، وفق شهود عيان.
وأوضح الشهود أن جيش الاحتلال قصف مُصلى يتبع لمدرسة "حلاوة" التي تؤوي نازحين فلسطينيين في جباليا البلد.
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان باستشهاد 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة اللحام في منطقة قيزان رشوان، جنوب مدينة خان يونس جنوبي القطاع. كما استُشهد 3 آخرون في قصف استهدف منزلاً لعائلة محارب في قيزان رشوان.
وقال الدفاع المدني في غزة، في بيان، إن طواقمه انتشلت جثماني فلسطينيين استُشهدا بقصف إسرائيلي استهدف مركبة كانت تُقلّهما في حي المنارة بخان يونس.
وفي بيان ثانٍ، ذكر الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت جثامين 5 فلسطينيين وعدداً من المصابين جراء قصف إسرائيل منزلاً لعائلة برغوت، قرب مسجد بلال في منطقة الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وأضاف في بيان ثالث أن طواقمه انتشلت جثمان شهيد وعدة مصابين جراء قصف إسرائيل منزلاً لعائلة كلاّب في منطقة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة. وأوضح أن 4 مفقودين ما زالوا تحت أنقاض المنزل المدمر حيث يصعب الوصول إليهم، بسبب ضعف الإمكانات.
وقال شهود عيان إن آليات الجيش ومُسيرات إسرائيلية أطلقت النيران في المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع تنفيذ عدة عمليات نسف لمبانٍ في المناطق الجنوبية من الحي نفسه.
وفي المحافظة الوسطى، أفاد مصدر طبي بمستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح للأناضول، باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة البنا في منطقة "البصّة" غربي دير البلح.
وأطلق سلاح البحرية الإسرائيلي نيرانه غرب مخيم النصيرات، فيما قصفت آليات مدفعية غرب المخيم الجديد في النصيرات، وفق شهود عيان.
تحذير من كارثة صحية
بدوره، أعلن مجمع ناصر الطبي الحكومي جنوب قطاع غزة، الأربعاء، توقف تقديم الخدمات الصحية في بعض أقسام المستشفى جراء نفاد الوقود، بالتزامن مع إمعان إسرائيل في الإبادة الجماعية للشهر السادس عشر.
وحذر المجمع الذي يقدم خدماته لما يزيد على مليون فلسطيني معظمهم نازحون، في بيان، من كارثة صحية تهدد حياة المرضى داخل المستشفى جراء توقف تقديم الخدمة الصحية.
وقال: "في ظل أزمة نفاد الوقود في مجمع ناصر الطبي، نؤكد توقف كامل مولدات المجمع، وأن ما يعمل الآن فقط هو مولِّد صغير".
كما توقف "كامل الخدمة الصحية المقدمة في المجمع ما عدا الأقسام الحرجة، وهي أقسام العناية المركزة والعمليات الطارئة والكلية الصناعية ومحطة الأكسجين وإنارة قسم الطوارئ"، وفق البيان.
وأشار إلى حاجة المجمع لنحو 5 آلاف و500 لتر من الوقود يومياً لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية، مناشداً الجهات الدولية التدخل لإدخال الوقود إلى المستشفيات.
ومجمع ناصر هو المستشفى المركزي الذي يقدم خدماته لجنوب قطاع غزة خصوصاً مدينتي رفح وخان يونس، إلى جانب "غزة ا لأوروبي" و"الأمل" وعدد من المشافي الميدانية التي جرى إنشاؤها على مدى أشهر الإبادة.
وتعاني المستشفيات من شح شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع ومنعها دخول المساعدات إلا كميات شحيحة منها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أخرج الجيش الإسرائيلي 34 مستشفى و80 مركزاً و162 مؤسسة صحية عن الخدمة، فيما دمر 136 سيارة إسعاف، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
سرقة آخر شحنة وقود
والثلاثاء، حذرت وزارة الصحة في غزة من "كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضّانات الأطفال في المرافق الصحية كافة المتبقية على رأس عملها في القطاع" جراء نفاد الوقود.
وقالت في بيان: "لا يوجد مخزون وقود لدى المستشفيات بسبب السياسة التقطيرية التي يتبعها الاحتلال في إدخال الوقود منذ بداية الحرب على غزة".
وأوضحت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجبر "قوافل المساعدات بما فيها سيارات (محملة) بالوقود على سلوك طرق مليئة باللصوص وقطّاع الطرق لسرقتها تحت حمايته".
وأشارت إلى "سرقة آخر شحنة من الوقود (مساء الاثنين)، كانت في طريقها إلى المستشفيات من خلال مؤسسات أممية".
مستشفيات مصايد الموت
ووصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مستشفيات غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل بأنها أصبحت "مصايد للموت".
وكتبت أونروا في منشور على منصة إكس، الأربعاء، أن "العائلات تتفكك، والأطفال يموتون من البرد" في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية. كما نبَّهت إلى أن "الجوع يحصد حياة الناس" في القطاع، حيث تفاقمت أزمة الغذاء بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية.
ومنذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يستهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في غزة ويقصف ويحاصر المستشفيات ويُنذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خصوصاً في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجدداً في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبدعمٍ أمريكي، أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 155 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.