وذكر شهود عيان أن المقاتلات الحربية شنت سلسلة غارات متتالية ومكثفة (حزام ناري) في محيط مستشفى كمال عدوان الذي تعرّض في أوقات سابقة لحصار واقتحام وقصف إسرائيلي مباشر.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان، مخلّفاً شهداء فلسطينيين ودماراً واسعاً داخله وخارجه إثر اقتحامه لنحو 24 ساعة.
وأفادت وسائل إعلام محلية من بينها قناة الأقصى الفضائية بأن "طيران الاحتلال يشن حزاماً نارياً على محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة".
وفي منطقة الفاخورة شمال غرب مخيم جباليا، أفاد شهود عيان بأن أصوات انفجارات ضخمة دوّت في المكان جراء تفجير الجيش لمنازل هناك.
"من المرجح حدوث مجاعة"
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني مساء السبت، إنه من المرجح حدوث مجاعة في محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد إبادة وتطهيراً عرقياً إسرائيلياً منذ أكثر من شهر.
وأضاف لازاريني، في بيان: "للأسف، هذا ليس مفاجئاً، من المرجح أن تحدث مجاعة في شمال غزة"، موضحاً أن إسرائيل استخدمت الجوع سلاحاً في غزة، حيث "يُحرم الناس من الأساسيات، بما في ذلك الطعام للبقاء على قيد الحياة".
وبيّن المسؤول الأممي أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة ليست كافية، وهي بمتوسط يزيد قليلاً على 30 شاحنة يومياً، بما يمثل نحو 6% فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.
وطالب لازاريني، بخطوات عاجلة، من بينها "إرادة سياسية لزيادة تدفق الإمدادات الإنسانية والتجارية إلى غزة، وبقرارات سياسية للسماح بدخول القوافل إلى شمال غزة بانتظام ودون انقطاع".
وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقية تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم إلى استخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحاً برياً في شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.