أطفال غزة يحاولون اقتناص الفرحة في عيد الأضحى رغم دمار الحرب الإسرائيلية / صورة: AA (AA)
تابعنا

حالة من الفرحة المنقوصة تخيم على أطفال غزة، إذ يخيم الحزن العميق على كثير منهم، ممن فقدوا آباءهم وأبناءهم بسبب حرب الإبادة الجماعية، إذ يجدون في لحظات اللعب والضحك استراحة من واقعهم المأساوي.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، يسارع الأطفال في مخيمات النزوح والإيواء في وسط وجنوبي قطاع غزة إلى قضاء أوقاتهم في اللعب، رغم مرارة الواقع وآلام الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي.

ويعاني سكان غزة، البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة، من ظروف اقتصادية خانقة، إذ يفتقرون إلى المال لشراء الملابس وهدايا العيد للأطفال، مما حرمهم أجواء العيد والفرح التي يتمتع بها أقرانهم حول العالم.

وفي 21 أبريل/نيسان الماضي، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن "كل 10 دقائق يُقتل طفل في قطاع غزة، فيما أصيب عدد منهم في هجمات (إسرائيلية) مكثفة وعشوائية".

ومنذ بداية الحرب على غزة، قتلت إسرائيل 15 ألفاً و694 طفلاً، وأصيب 34 ألف طفل، بينهم 1500 طفل فقدوا أطرافهم أو عيونهم، كما اختطف الاحتلال ما لا يقل عن 200 طفل، وأصبح 17 ألف طفل أيتاماً، إذ فقد 3% منهم كِلا والديهم، حسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

فلسطيني يوزع الكعك على أطفال غزة بين أنقاض المباني التي دمرتها هجمات الاحتلال في خان يونس (AA)

لعب رغم الحرب وفرح ممزوج بالخوف

وعلى أرجوحة كبيرة نصبت غرب مد ينة دير البلح وسط قطاع غزة، يلهو الطفل مصطفى قاسم (15 عاماً) مع أقاربه احتفالاً بعيد الأضحى، ويقول: "هذا العيد مختلف تماماً عن باقي الأعياد، لم نشتر ملابس أو حلوى، فالأوضاع صعبة".

ويشير الطفل قاسم، النازح من مدينة خان يونس في جنوب القطاع، إلى أن والده "فقد عمله مع بداية الحرب الإسرائيلية"، مضيفاً: "لم يأتِ أحد لمعايدتنا بسبب الحرب والقصف المتواصل، لكن والدي قرر أن يسعدنا وأهدانا بعض العيديات النقدية حتى نتمكن من اللعب بالأرجوحة وشراء شيءٍ، ولو كان بسيطاً".

ولم يختلف حال الطفلة رانيا العرعير 16 عاماً، نازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عن سابقها، فقد استثمرت الوقت في اللعب مع صديقاتها رغم أصوات القصف المتقطعة بين الفينة والأخرى.

وتقول العرعير، وهي تركض وراء صديقاتها في شوارع خان يونس: "هذا العيد لم نتمكن من شراء الملابس الجديدة ولا الأضحية ولا الحلوى، ولا يوجد أحد يقدم إلينا العيدية (مبلغ مالي يُقدَّم من الأقارب إلى الأطفال بمناسبة العيد)".

وتضيف: "نفرح ونحن خائفون من صوت القصف، وأيضاً نحن بعيدون عن بيوتنا التي دمرها الجيش الإسرائيلي، وفقدنا شقيقي محمد، وشقيقتي سحر، بسبب القصف".

رسم البسمة رغم القلق

وفي بلدة الزوايدة وسط القطاع، ترسم الفنانة التشكيلية الفلسطينية شيماء نصار خارطة فلسطين بألوان العلم الفلسطيني الزاهية على وجه الطفلة سناء أحمد، التي انعكست الفرحة على وجهها رغم حالتها النفسية الصعبة جراء نزوحها من بلدتها بمدينة غزة.

وبمجرد أن انتهت الفنانة من رسم وجه سناء، انطلقت الطفلة بفرح لترقص، وطلبت من شقيقتها الكبرى أن تلتقط صورة لها بالجوّال لتخليد هذه اللحظة الجميلة، وقالت: "نحن سعداء بالعيد، لكننا نشعر بالخوف والقلق بسبب الحرب".

الفنانة شيماء نصار أكدت أنها قررت تنظيم هذه المبادرة من تلقاء نفسها في أول أيام العيد، في محاولة لرسم البهجة، لافتة إلى أن "أطفالاً في قطاع غزة يعيشون حياة صعبة وقاسية للغاية ولا يمكن تحملها، بسبب القصف والدمار والجوع والعطش والأزمات الإنسانية والكوارث الصحية والبيئية، والحرمان من أدنى الحقوق التي كفلتها المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب في ملاحقتها قضائيّاً أمام محكمة العدل الدولية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً